ما ألطفك يا رب

Photo by (Canva)

حسن علي الجوادي

١١ رجب ١٤٤٤هـ الموافق ٣ شباط ٢٠٢٣ م

تخيل أنك تعيش ومعك مَن يرافقك!..

يراقبك ولا يتدخل في أُمورك!..

يسمعك ولا يتحدث معك!..

يراك في مختلف أحوالك ولا يزعجك!..

لا دور له سوى أنه يُـحصي ما تفعل، ويسجل ذلك بسجل فقط!

هل يا تُرى ستفعل كلَّ شيءٍ أمامه، أم تحاول أن تعدل من تصرفاتك وأخلاقياتك؟!

قصة وجودنا هي هكذا وأعظم، ولكن مشكلتنا أننا لا نستشعر وجود الرقيب!

لو استشعرنا وجوده لترفّعنا عن الكذب في أحاديثنا، وعن الرياء في أعمالنا، وعن النفاق في علاقاتنا..

لو استشعرنا وجوده لَتغيرت أحوالُنا، حيث لا مقاصدَ سيئة، ولا نوايا خبيثة، ولا زحف خلف المطامع..

لقد انطفت قوة الاستشعار بداخلنا..

آه.. لو تأملنا وتحققنا وتعرّفنا على هذا الرقيب، وأدركنا أنه الشاهد في تلك المحكمة التي يكون حاكمها بنفسه..

مع ذلك، نُذنب ونَقترف الخطايا، وهو يعلم حتى ما في خواطرنا، ونقع تحت سلطانه، ولكن مع ذلك يستمر برحمته ونستمر بمعصيته!

تم إعادة نشر هذا النص من قناة حسن علي الجوادي في التليكرام.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

Free Domain Privacy

0 Shares