يوم الغدير المقدس

يوم الغدير عيد الله الأكبر. كربلاء المقدسة ، العراق. الصورة: سامر الحسيني/ شبكة الكفيل العالمية

سماحة الشيخ مرتضى علي الحليّ

١٨ ذو الحجة ١٤٤٤هـ الموافق ٧ تموز  ٢٠٢٣ م

في يوم الغدير المُقدّس كما نُجدّدُ البيعةَ لأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام )، اعتقاداً وطاعةً وسُلوكا .

كذلك نُجدّدُ الولاءَ للمرجعيّة الدّينيّةِ العُليا الشريفةِ – بقيّة العهد المأخوذ فينا – انتظاراً للميثاق الموعود.

ومن هنا – ينبغي بنا أن نستذكرَ  مَجموعةً مِن الأمورِ المُهمةِ عقائديّاً وسلوكيّاً .

١- تجديدُ العهدِ والبيعةِ مع الإمامِ المعصومِ علي بن أبي طالبٍ ( عليه السلامُ ) صاحبِ الذكرى ,بالاستمرارِ على نهجه القويمِ وتطبيقُ مبادئه – على مستوى أنفسنا بإصلاحها ، وتزكيتها حتى نكونَ صالحين في مجتمعٍ يتطلّب التغيير .

٢- تذكيرُ النفسِ بمقامِ الإمام المعصومِ  ,وقَدَره عند اللهِ تعالى – بما يمكن أن ننجوا معه إن صدقنا في الاعتقاد .

٣- تذكيرُ أنفسِنا بمبادئه وسيرته والاقتداء بها فعلاً – فلم يكن تنصيبُ الإمامِ عليٍّ أمراً اعتباطياً وقعَ دون استحقاقٍ أو حكمةٍ – بل هو أمرٌ ناله بجدارة فعليّة، وهو أهلٌ لذلك .

وقد توفّرت شخصيّته الشريفة على مَواصفاتِ المعصومِ في جميعِ مَفاصلِ حياته , وهي مُقوّمَاتٌ بنيويةٌ وجوهريةٌ – ومعرفتها أمرٌ ضروريّ في بناء شخصية المؤمنِ , فضلاً عن شخصيةِ الإنسان القائدِ المرتكز على مبادئ حقّة .

ومنها :

و أوّلها – مُخالفةُ الهوى : أشهدُ أنّكَ لم تَزل للهوى مُخَالِفَا:-

وقد نبّه الرسولُ الأكرمِ إلى ذلك وقال:

( ألا إنَّ أخوفَ ما أخافُ عليكم خِلتان: اتباعُ الهوى وطولُ الامل, أما اتباعُ الهوى فيصدُّ عن الحَقِّ وأما طولُ الأملِ فيُنسي الآخرةَ ،)

: الكافي , الكُليني ,ج8 ,ص58,.:

ثانيها – كانَ الإمامُ عليٌّ (عليه السلامُ ) زاهداً في كلِّ شيءٍ في الدنيا ومُخالفاً للهوى , وحَليفاً للتقوى ,حتى قالَ :

(- أَلَا وإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاه بِطِمْرَيْه – ومِنْ طُعْمِه بِقُرْصَيْه – أَلَا وإِنَّكُمْ لَا تَقْدِرُونَ عَلَى ذَلِكَ – ولَكِنْ أَعِينُونِي بِوَرَعٍ واجْتِهَادٍ وعِفَّةٍ وسَدَادٍ – فَوَاللَّه مَا كَنَزْتُ مِنْ دُنْيَاكُمْ تِبْراً ولَا ادَّخَرْتُ مِنْ غَنَائِمِهَا وَفْراً – ولَا أَعْدَدْتُ لِبَالِي ثَوْبِي طِمْراً)

: نهجُ البلاغةِ , ت, د, صبحي الصالح ,ص417,.:

ثالثها – كان دقيقاً في طاعةِ اللهِ تعالى ، لا يعصيه في نملةٍ يسلبها جُلْبَ شعيرةٍ :

(واللَّه لَوْ أُعْطِيتُ الأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ بِمَا تَحْتَ أَفْلَاكِهَا – عَلَى أَنْ أَعْصِيَ اللَّه فِي نَمْلَةٍ أَسْلُبُهَا جُلْبَ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُه – وإِنَّ دُنْيَاكُمْ عِنْدِي لأَهْوَنُ مِنْ وَرَقَةٍ فِي فَمِ جَرَادَةٍ تَقْضَمُهَا – مَا لِعَلِيٍّ ولِنَعِيمٍ يَفْنَى ولَذَّةٍ لَا تَبْقَى – نَعُوذُ بِاللَّه مِنْ سُبَاتِ الْعَقْلِ وقُبْحِ الزَّلَلِ وبِه نَسْتَعِينُ,)

: نهجُ البلاغةِ , ت, د, صبحي الصالح ,ص347,.:

رابعها  – الصدق في النية والعمل واقعاً وتطبيقا :

(أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي واللَّه مَا أَحُثُّكُمْ عَلَى طَاعَةٍ – إِلَّا وأَسْبِقُكُمْ إِلَيْهَا – ولَا أَنْهَاكُمْ عَنْ مَعْصِيَةٍ إِلَّا وأَتَنَاهَى قَبْلَكُمْ عَنْهَا,)

: نهجُ البلاغةِ , ت, د, صبحي الصالح ,ص 250,:

مرتضى علي الحلّي – النجف الأشرف .

تم إعادة نشر هذا النص من قناة الإرشاد الثقافي المُلتزم للأفراد والأسرة والمُجتمع في التليكرام.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

Free Domain Privacy

0 Shares