آهات التراث

أحمد علي الحلي بين الكتب والمخطوطات. الصورة من قناة التراث والتحقيق بين يديك على التليكرام 

أحمد علي الحلي

١٦ ربيع الآخر ١٤٤٤هـ الموافق ١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٢ م

أعيش بين الكتب والمخطوطات منذ أكثر من عقدين من الزمن، وتعدّ المخطوطات خصوصاً منجماً تراثياً بكراً، بل هي بحر عميق لا يعرف طرفه وأسفله، فمجملها عليه تقييدات تناثرت فيها نجوم الرجال، بين مؤلف وناسخ ومستكتب ومالك وبائع وواهب وهاد، وشاعر وأستاذ وشيخ، وناظر وخطيب، وفارض وملك ووزيرإلى آخره.

عشرات المؤسسات والمراكز التراثية، وملايين الدنانير تصرف، ولا أجد من يهتم ببياض تاريخ أزلي، يستدرك فيه على كتاب كشف الظنون وكتاب الذريعة إلى تصانيف الشيعة، وطبقات أعلام الشيعة وأعيان الشيعة، ووإلا محاولات فردية دون دعمٍ وتقييم.

وأخشى من دعوتي هذه أن يتصدى لها شخص لم يخبر قلم التراجم والتراث، فالقلم التراثي له أهله، وأخشى أن ينتهزها فرصة من يريد أن يكمل نقصه بالعدة والعدد فيعمل دون سؤال أو عرض أو خبير.

فكل مشروع تراثي يحتاج إلى خبير يسأل، وإلا لاتبصر إلا هدر المال والأوقات وإزهاق النفوس بالحسرات على ماذهب ويذهب في كل يوم.

هي دعوة للملمة التراث، والاستدراك على كتب الرجال والتراجم وفهارس الكتب، فالمخطوطات لم تعد حبيسة الدار والخزانة، فصورها بحمد الله تعالى باتت تغرد كالعصافير في سماء التراث وأهل الفن.

فأين الميرزا عبد الله الأفندي؟

وأين الشيخ النوري؟

وأين السيد حسن الصدر؟

وأين الشيخ آقا بزرك الطهراني؟ وأين السيد محسن الأمين العاملي؟

وأين السيد محمد صادق بحر العلوم؟

وأين السيد عبد العزيز الطباطبائي؟

وأين مثل المعاصر السيد أحمد الحسيني، والمعاصر الشيخ حسين الواثقي؟

وأين وأين؟!

تم إعادة نشر هذا النص من قناة التراث والتحقيق بين يديك في التليكرام.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

0 Shares