ذكر السيد جواد الخوئي – دام توفيقه – في المجلس الذي يعقده ليالي شهر رمضان المبارك في براني جده مرجع الطائفة السيد الخوئي – قدس سره – نقلًا عن بعض العلماء أنه مما يوجب إطالة العمر والتوفيق احترام الأستاذ وتوقيره، وهنالك أمثلة كثيرة، بعضها سلب منها التوفيق بسبب تقليل احترام الأستاذ، وهنالك نماذج مشرقة ظهر توفيقها جليا لاحترام الأستاذ.
ومن أبرزهم ممن نشهد توفيقهم، وبلوغهم المرجعية السيد السيستاني – دام ظله – فقد عرف عنه الاحترام الجم لأستاذه السيد الخوئي – قدس سره – والأمثلة على ذلك كثيرة، منها:
١- ينقل الشيخ جعفر النائيني – دامت بركاته – أن السيد السيستاني – دام ظله – ناقش يومًا أستاذه السيد الخوئي – قدس سره – في مسألة، فأجابه السيد الخوئي بجواب، فقال السيد السيستاني: ((ولكن يرد عليه كذا ..))، فرد السيد الخوئي الإشكال مجددًا، فسكت السيد السيستاني حينئذ، وظنّ من في المجلس أنه اقتنع بجواب أستاذه.
يقول الشيخ النائيني: في مجلس الأربعاء ذهبت للسيد السيستاني، وقلت له: ((سيدنا، في ذلك اليوم، كان جواب السيد الخوئي يرد عليه أيضا كذا))، فتبسم السيد السيستاني، وقال: ((نعم، كان ذلك حاضرًا في بالي، ولكن احترام الأستاذ يقتضي عدم إطالة الجدال، وتجنب الأخذ والرد)).
٢- – كان السيد الوالد – رحمه الله – (الشهيد السيد محمد تقي الخوئي) يلح على السيد السيستاني في حياة والده – السيد الخوئي – أن يطبع رسالة عملية، ولو على شكل تعليقات على بعض المسائل، أو ما يتعلق بالاحتياطات الوجوبية، أو المسائل المستحدثة لإفادة بعض المؤمنين بذلك، ولكن السيد السيستاني كان يرفض رفضًا قاطعًا بسبب وجود الأستاذ – السيد الخوئي -؛ وذلك توقيرًا لمقامه.
– كذلك كان – دام ظله – يرفض أن يعطي وكالات، وإجازات لخواص طلبته في حياة أستاذه السيد الخوئي – قدس سره –.
٣- وعندما طلب منه أستاذه السيد الخوئي الصلاة في مسجد الخضراء امتنع أول الأمر، وطلب السيد الخوئي من السيد محمد رضا السيستاني – دامت بركاته – أن يقنع أباه بذلك، وقال السيد الخوئي: ((أنا أرى أباك أهلًا لذلك، وأعلم أنه يمانع احترامًا لي))، وبعد الضغط والإلحاح قبل السيد السيستاني بالصلاة، ولكن اشترط أن لا يستلم شيئًا من الحق الشرعي.
٤- ومن توفيق السيد السيستاني، ومكانته عند أستاذه السيد الخوئي، ينقل الشيخ فخري الزنجاني أن السيد النقشواني تلقى رسالة من أحد وكلاء السيد الخوئي في إيران يسأله لمن تتوجه الناس بعد السيد الخوئي، فجاء السيد النقشواني إلى السيد الخوئي – وكان ذا علاقة خاصة جدا به – فطلب إليه أن يرشح شخصًا من بعده للمرجعية، فرفض السيد الخوئي، وقال: أنا لا أتدخل بهذا الأمر، وألح السيد النقشواني عليه، وكان منفعلًا، ومن ضمن كلامه: ((أنه لا يصح ترك الناس تائهين، وهذا شرع محمد – صلى الله عليه وآله – ومذهب أهل البيت))، لكن السيد الخوئي أصر على موقفه.
فقال السيد النقشواني:
أنا من أهل الخبرة، وسوف أعلن الأسماء التي أراها مرشحة، واشترط عليه السيد الخوئي أن يقول هذا رأيه هو، ولا يتحدث باسم السيد الخوئي، فقبل النقشواني بذلك، وعندما همّ بالخروج، قال له السيد الخوئي: لمن سوف تشهد؟ فأجابه السيد النقشواني : فلان، وفلان، وفلان.. وذكر ثلاثة أو أربعة أسماء، فقال له السيد الخوئي بالفارسية ما ترجمته: ((لا تنس السيد علي السيستاني)).
٥- وفي كلّ شهرٍ يذبح السيد السيستاني – دام ظله – ذبيحة عن أستاذه السيد الخوئي – قدس سره – طلبًا للثواب، وهذا من عظيم احترامه له.