ومِن المَسير يجب أن يَبدأ التغيير 

زيارة الأربعين ١٤٤٦ هـ. الصورة: موفق رياض/ شبكة الكفيل العالمية

سماحة الشيخ مرتضى علي الحليّ

١٠ صفر ١٤٤٦ هـ الموافق ١٥ آب ٢٠٢٤ م

قال اللهُ تبارك وتعالى:

( إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ) [سورة الرعد ١١]

(ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [سورة الأنفال ٥٣].

– إنّ المَسيرَ المُقدّس في زيارة الأربعين الشريفة يُمثّلُ مرتبةً من مراتب التغيير والإعداد الصالح للفرد نفسه والمجتمع معًا، المنظور عقائديًّا واجتماعيًّاً وثقافيًّاً وسلوكيًّاً وأخلاقيًّاً ،  بنحو الحراك العام التلقائي والفطري والمُنظّم.

– فينبغي اغتنام هذه الأيّام المُباركة ، والتي هي مَحال نظر الله تبارك وتعالى ومَظان نزول رحمته وهدايته وتسديده وحفظه ونصره وعنايته.

– اغتنامها في تزكية النفس وتهذيب السلوك وترك مَذام الصفات والأفعال القبيحة عقلاً وعقلاءً والمُحرّمة شرعاً ، وذلك أصلح لنا ولمجتمعنا.

– فالإصلاح المنشود في كافة المجالات لن يتحقّق ما لم نتغيّر ، ونُغيِّر في أنفسنا خاصةً، لأنّ محتوى الإنسان ومضمونة هو المنطلق الأوّل الأكثر تأثيرًا في صناعة الحياة وتوجيهها سلبًا او إيجابًا.

– ولنقدّم أنفسنا أشخاصًا فاضلين صادقين في حراكنا الفردي والاجتماعي… في نوايانا وخياراتنا ومواقفنا…

في أعمالنا ووظائفنا وتكاليفنا.

– هذه هي الحقيقة الواقعيّة والتي ينتظرها كلّ أصحاب الدعوات الإصلاحية الإلهيّة منها والوضعيّة في تحقيق الإصلاح العقائدي والفكري والسياسي والتربوي والسلوكي والاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي وغير ذلك.

– فالمشكلة الجذريّة تكمن في شخص الإنسان نفسه،

فما لم يُصلح حاله فلن يصلح شيئاً، ومَن عجز عن إصلاح نفسه فهو عن غيرها أعجز .

مرتضى علي الحلي – النجف الأشرف .

تم إعادة نشر هذا النص من قناة الإرشاد الثقافي المُلتزم للأفراد والأسرة والمُجتمع في التيليجرام.

0 Shares