لقد عانى الإمامُ الحُسَين ( عليه السلام ) معاناةً كبيرةً من أساليب الأعداء في تضليل النّاس وحرفهم عن وجهة الحقّ وأهله ومعرفته وقبوله ،حتى كان معسكر العدو يصف الإمام المعصوم بالخارجي والمُخالف – وهو إمامُ الحقّ جعلاً ونصباً واعتقاداً وتنصيصاً وسمعاً عند المسلمين عامةً .
فروي أنّ (عمرو بن الحجّاج الزبيدي ، وهو من قادة الجيش الأموي في كربلاء حين رأى بعض أفراد جيشه ينسلّون إلى الحُسين ،عليه السلام ، ويُقاتلون دونه صاح قائلاً :
يا أهلَ الكوفة الزموا طاعتكم وجماعتكم ولا ترتابوا في قتل مَن حرَّفَ في الدّين وخالفَ الإمام – ويقصد به الطاغية اللعين يزيد)
: تاريخ الطبري ، ج ٤ ، ص ٣٣١.
ولذا يجدر الاعتبار والحذر في استذكار نهضة الإمام الحُسيَن (عليه السلام ) من أخطار وآثار الحرب الفكريّة والعقائديّة الكلامية الناعمة والاشاعات والتضليل الإعلامي وتحريف الحقائق والتسقيط الاعتباري والقيمي والاجتماعي والأخلاقي للحقّ وأهله ، واستهداف الشعائر الحسينية المشروعة والمجالس والزيارات الشريفة .