برعاية العتبة الحسينية.. مؤتمر يضم ٢٣ محورا للتعريف بأهمية مرجعية النجف وحوزتها من خلال تسليط الضوء على حياة و إرث السيد محمد سعيد الحكيم (قدس)

المرجع الكبير آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره/ العتبة الحسينية المقدسة

العتبة الحسينية المقدسة

٨ ذو القعدة ١٤٤٣هـ الموافق ٨ حزيران ٢٠٢٢ م

ينشر الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة نص الحوار الذي اجرته مجلة فقيه أهل البيت (عليهم السلام) مع الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة الاستاذ حسن رشيد العبايجي، بخصوص المؤتمر الذي ستنطلق فعالياته غدا الخميس (٩ /٦ /٢٠٢٢) في محافظة النجف الاشرف برعاية العتبة الحسينية المقدسة.

– كيف تبلورت فكرة إقامة هذا المؤتمر؟ وهل لمكتب السيد الحكيم دور مباشر في قضايا المؤتمر؟ أو له دور استشاري وتوجيهي فقط؟

لغرض تسليط الضوء عى الإرث الديني والفقهي الذي كان يحمله سماحة السيد محمد سعيد الحكيم (قدس)، والحياة الجهادية التي قدمها في مقارعة الأنظمة الاستبدادية والمكانة العلمية المرموقة التي يتحلى بها بين بقية العلماء الأعلام، كان لابد من الاهتمام بهذه المكانة العلمية السامية، والمرجعية الدينية الكبيرة لِلطائفة، فهو أحد أقطاب الحوزات العلمية التي حفظت الإسلام حتى الآن، ولولا وجود هذه الثلة مِن العلماء الأعلام لما بقي للاسلام ذكر، فالذي أحيا الإسلام في الظروف السوداء والأزمنة المظلمة هم العلماء؛ وبناءً عى ذلك تبلورت فكرة إقامة المؤتمر لِلحفاظ عى هذا الإرث الديني الكبير وعلى امتداده، ولأنّه يمثل طريق الأمّة والملاذ الآمن لِلحفاظ عى رسالة السماء، فالعتبة الحسينية المقدسة رائدة في رعاية العلم وأهلهِ، لذلك تبلورت فكرة إحياء تراث هذا العالم الجليل بالتشاور والتنسيق مع مكتب سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم (قدس سره) وأسرة الفقيد من آل الحكيم أعزهم الله تعالى.

– ما الأهداف التي يُرجى تحقيقها مِن منظور العتبة الحسينية من وراء إقامة هذا المؤتمر؟

إنَّ الحوزات العِلمية غنية بالتراث الفقهي والأصولي والرجالي وغيرها، وأساليب البحث والاجتهاد والمواقف الجهادية والتاريخية ضد الأنظمة المستبدة ولا نتصوّر وجود طريقة لِدراسة جوانب العلوم الإسلامية دراسة معمّقة أنسب مِن طريقة علمائنا الأعلام، فالتاريخ الذي تجاوز الألف عام من التحقيق والتتبع لِعلماء الإسلام العظام شاهد عى حفظ رسالة الإسلام المقدسة، فالأهداف القريبة هي الاستفادة مِن التراث الفقهي والديني والتاريخ الجهادي لأوسع شريحة من أهل العلم وطلابه ولِلأمة جمعاء، وأمّا الأهداف المستقبلية فهي نشر الدين، وتربية الأجيال وتعليمها وإرشادها؛ لأنَّ هؤلاء العلماء تحملوا الكثير من الظروف الصعبة مِن أجل الدفاع عن المقدسات الدينية وحفظ الوطن وتحملوا الأسر والنفي والسجون والأذى والمضايقات والطعون، وقدّموا الشهداء وكانوا سندًا لِلمظلومين والفقراء ضدّ الحكام والسلاطين الجبابرة والمستبدين.

اما عن الاستعدادات التي اتخذتها العتبة الحسينية المقدسة لإقامة هذا المؤتمر؟ وما طبيعة الخطة المرسومة لإقامة مؤتمر المرجع الراحل السيد محمد سعيد الحكيم؟

وإنَّ طبيعة هذا المؤتمر لها أبعاد دينية وتاريخية وفقهية كبيرة ويحتاج إلى وضع خطة تنظيمية وفنية ومالية وعلمية واسعة ومتنوعة تتناسب مع أهمية ونطاق المؤتمر، إذ إن المؤتمر يأخذ بعداً إسلاميًّا ودوليًّا، لذلك شرعت الأمانة العامة لِلعتبة الحسينية المقدسة ابتداءً بالاستعدادات والتحضيرات ودعم هذا المؤتمر ماديًّا ومعنويًّا، وتم وضع اسم المؤتمر بعنوان (فقيه أهل البيت سماحة السيد محمد سعيد الحكيم: المرجعية الرائدة) وكذلك تم وضع شعار لِلمؤتمر تحت عنوان (فقيه أهل البيت عليهم السَّلام: المسيرة والعطاء)، كما وضِعَت هيكلية لجان المؤتمر؛ ويرعى المؤتمر المتولّي الشرعي لِلعتبة الحسينية المقدسة وتمَّ تشكيل لجنة لرئاسة المؤتمر ولجان فرعية (لجنة البحوث ولجنة الترجمة واللجنة الإعلامية واللجنة المالية والتدقيق واللجنة اللوجستية ولجنة الطباعة ولجنة التنسيق والعلاقات بالإضافة إلى عدد من المستشارين)، وحددت مهام ومسؤوليات وبرامج هذه اللجان لتنفيذ الخطة وتم تحديد السقف الزمني والمكاني لأعمال هذه اللجان لتكون مهيَّأة لأعمال المؤتمر الدولي، وقد وصلت المحاور الرئيسية لِلمؤتمر إلى ( ٢٣ ) محورا في مختلف العلوم القرآنية والفقهية والدينية والتاريخية والحضارية والعقائدية والأخلاقية، وأمّا الكتب العلمية والفقهية الموروثة عن سماحة السيد محمد سعيد الحكيم فقد تم جمع ما يقارب مِن ( ٣٩ ) مصدرا بحجم ( ٣٥ ) ألف صفحة تضمّنت آراءه الفقهية والمسائل المنتخبة وغيرها، وقد أحيلت إلى عدد من المختصين في مجال التحقيق والتخريج والتدقيق اللغوي والمراجعة العِلمية والفنية قبل الطبع، بالإضافة إلى التواصل مع مكاتب مرجعية السيد الحكيم في بعض البلدان مثل (العراق وإيران ولبنان والمملكة المتحدة) وغيرها لِلاستفادة مِن هذه المصادر في إعداد موسوعة كبرى تتناسب مع مقام السيد محمد سعيد الحكيم، بالإضافة إلى فتح باب لِكتابة المقالات والبحوث من قبل المستشرقين والباحثين المتخصصين وعامة الباحثين وتقدَّر عدد المقالات والبحوث ( ١٠٠ ) بحث ومقالة، كما تم فتح باب الترجمة مِن اللغات الفارسية والأردية والإنجليزية إلى اللغة العربية.

وأمّا الجانب الإعلامي فقد تمَّ اعداد برنامج كبير لتغطية هذا المؤتمر مِن الإعلام المرئي والمسموع والمقروء بمشاركة القنوات الفضائية وكذلك استخدام صفحات خاصة بالمؤتمر في مواقع التواصل الاجتماعي ، بالإضافة إلى الهوية البصرية والأفلام الوثائقية، وقد خصصت لها ميزانية كبيرة مدعومة من الأمانة العامة للعتبة المقدسة لتغطية جميع الأنشطة ولتجميع الأرشفة الموجودة في المكاتب والمراكز التي تعود لمرجعية السيد محمد سعيد الحكيم، كما تمَّ وضع خطّة لإقامة معرض الصور والإعلانات بشقَّيها: الفلكسات والإعلانات الإلكترونية المرئية، بالإضافة إلى ديكورات وتصاميم موقع المؤتمر.

– حدّثونا عن نشاطات العتبة الحسينية المقدسة حول إقامة المؤتمرات العلمية والتأبينية للعلماء الاعلام.

نعم بالتأكيد،إنَّ تخليد علمائنا بإنجازاتهم الفكرية والدينية والفقهية والمواقف التاريخية المشرفة الوطنية على كافة الأصعدة وفي الدفاع عن المقدسات ورسالة الإسلام وبما قدّموا مِن تضحيات على طريق الشهادة وتعرضوا إلى مختلف صنوف التنكيل والسجون وغيرها من الأساليب الوحشية التي استخدمها الطغاة والسلاطين والجبابرة بحقّهم، يأتي تخليد هذه السيّرة الحافلة بالعطاء والعناء والجهاد من أجل الحفاظ على الدين الاسلامي وهي سِيرَة علمية جديرة بالرعاية والاهتمام، ويعد ذلك فرضًا على جميع المحبين والموالين ، لاسيما العتبات المقدسة وبكلّ ما تملك مِن إمكانيات مادية وبشرية، فتاريخ علمائنا المشرق والكنوز العلمية والفقهية والأخلاقية التي خلفوها لنا تعد مِن كنوز الأمة والطريق إلى الهداية والفوز بالآخرة؛ فعن إمامنا صاحب العصر والزمان (عجّل اللهُ فرجه الشريف)، قال: «فأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فأنهم حجّتي عليكم، وأنا حجّة الله »، إذًا إقامة هذه الأنشطة أصبحت من الأولويات الدينية والثقافية، فهناك الكثير من المؤتمرات العِلمية والتأبينية عُقدت في العتبة الحسينية المقدسة لإحياء ذكرى علمائنا الأعلام، نذكر منها:

1- مؤتمر العَلامة وحيد البهبهاني

2- مؤتمر العَلاّمة ابن فهد الحلي

3- مؤتمر قائد ثورة العشرين الشيخ محمد تقي الشيرازي

4- مؤتمر العلماء لإحياء (آثار علماء كربلاء)،قيد الإعداد:

أالشيخ جعفر كاشف الغطاء

بالشيخ يوسف البحراني

5- مؤتمر أبي طالب، بعنوان: «المؤمن، الإنسان،الشاعر ».

6- مؤتمر مشترك بين العتبة العلوية المقدسة وحوزة قم المقدسة بعنوان (أمناء الرسل) وهو مؤتمر تكريمي للسيد محمد مهدي الخرسان.

7- مؤتمر الأركان الأربعة (أبو ذر وسلمان ومقداد وعمار) رضوان الله تعالى عليهم / قيد الإعداد.

وسنعمل على إحياء تراث المرجعية وعلمائها الأعلام، أطال الله في عمر الباقين، ورحم الله المتوفين منهم.

ولاشكَّ في أن أحد الأهداف التي يعمل عليها مؤتمر السيد محمد سعيد الحكيم هو التعريف بأهمية مرجعية النجف في العالم الإسلامي، وما طبيعة البرامج الثقافية الدولية التي تقوم بها العتبة في التعريف بمرجعية النجف الأشرف وتاريخ حوزتها؟ سواء باللغة العربية أم باللغات الأخرى على صعيد إقامة البرامج الثقافية، أو دعوة علماء المذاهب الأخرى لزيارة العتبات أو القيام بزيارة المؤسسات الدينية في الدول العربية والإسلامية الأخرى.

وان مِن الأهداف الرئيسة لإحياء هذه المؤتمرات هو التعريف بالمرجعية الدينية في النجف الأشرف مِن خلال التبادل الثقافي وحوار المذاهب والأديان لغرض خلق التفاعل التعاوني والبنَّاء والإيجابي بين الأفراد مِن مختلف المعتقدات والتقاليد الدينية وغيرها مِن التوجيهات الروحية والأفكار الإنسانية على مستوى الأفراد والجماعات والمؤسسات والهيآت الدينية داخل وخارج العراق، وقد أنشأت العتبة المقدسة مراكز ثقافية كثيرة في اوربا وآسيا وأفريقيا لغرض نشر رسالة القرآن الكريم وتراث أهل البيت (ع) والتعريف بالمرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف والخط الفكري والديني والإنساني الذي تتبناها في التعامل مع المذاهب والأديان الأخرى وإرساء الدعائم الرئيسية للتقريب بين المذاهب الإسلامية.

تم إعادة النشر من الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

0 Shares