الفرق بين الضاد والظاء

Canva and The-14

قناة كشكول السيستاني في التليكرام

٢٦ شوال ١٤٤٣هـ الموافق ٢٧ آيار ٢٠٢٢ م

رأي مكتب سماحة السيّد (مدَّ ظله) في الفرق بين الضاد والظاء. 

بسمه تعالى

سماحة آية ﷲِ العظمىٰ السيّد السيستاني (دام ظله الشريف)

هناك من يقول انّ الفرق بين حرفي الضاد والظاء لا يكمن في مخرج الحرفين ولا في تفخيم الأول وترقيق الثاني وإنما التفريق بينهما يكون من جهة الصوت ويرجع ذلك إلى أنَّ الحروف العربية ثمانية وعشرون حرفاً فلا بدّ أن يكون لكلّ حرفٍ صوتٌ خاصٌّ ومع وجهي الفرق الشائعين لا تكون الأصوات سوى سبع وعشرين إزاء ثمان وعشرين حرفاً. 

وعليه فإنّه يقول انّ صوت الضاد يكون بين الطاء والدال أي كما يلفظها المصريون. فما تقولون في ذلك؟ 

أفتونا مأجورين.

مكتب سماحة السيّد السيستانيّ (دام ظلّه) – النجف الأشرف.

بسمه تعالىٰ 

إنَّ هناك خلافات بين علماء اللغة في الظاء والضاد:

(الأوّل) في أصل كونهما حرفين حيث ذهب معظمهم إلى أنّهما حرفان ونقل عن بعضهم انّهما حرفٌ واحد.

(الثاني) في كيفيّة النطق بهما بناءً على كونهما حرفين والمعروف في كيفيّته وجهان:

الأوّل: ما يُنسب إلى المصريّين والشاميّين وهو النطق بهما بين الدالّ والطاء، فيكون مخرج الظاء من بين الاسنان ومخرج الضاد بين الاسنان واللثة فهي من الأصوات الأسنانيّة اللثويّة، كالتاء والطاء. وعليه: يختلف الصوتان بأنّ الضاد صوتٌ شديد والطاء صوتٌ رخو.

الثاني: ما ينسب الى الحجازيّين والعراقيّين وهو أنّ مخرجهما جميعاً بين الأسنان واللثة وكلاهما رخو. وهو الذي اختاره جمعٌ من علمائنا ورجّح بأنّ اهل الحجاز هم أفصح الناس وبلغتهم نزل القرآن وقد اختاره صاحب الجواهر فيها. وأيَّاً كان: فعلى مبنى كونهما حرفين لا شكّ في اختلافهما من جهة الصوت، وإنما الكلام في طبيعة الصوتين وتعدد المخرج وإن لم يقتضِ تعدّد الأصوات الّا انه لا يمنع من تعدّده لاختلاف مخرجهما.

الثالث: أنه يجوز تبديل أحدهما بالآخر من قوانين اللغة أو لا يجوز ذلك. فعن جماعة من علماء اللغة عدُّ ذلك من مواضع الإبدال الجائز في اللغة العربيّة وعن آخرين أنه لا يجوز ولا يخلو الموضوع عن نظر.

مكتب سماحة السيّد السيستانيّ (دام ظلّه) – النجف الأشرف.

٢٧ صفر ١٤٢٦ هـ

.تم إعادة نشر هذا النص من قناة كشكول السيستاني في التليكرام

اشترك في نشرتنا الإخبارية

0 Shares