نهج البلاغة وثلاثة من الشباب

ما بين الحرمين المطهرين. كربلاء المقدسة، العراق. الصورة: سامر الحسيني/ شبكة الكفيل العالمية

حسن علي الجوادي

١٢ جمادى الآخرة ١٤٤٥ هـ الموافق ٢٦ كانون الأول ٢٠٢٣ م

كنت يوم أمس في معرض الكتاب الدائم في منطقة ما بين الحرمين، دخل أحد الشباب يسأل: يوجد كتاب أسمه نهج البلاغة؟

أجابه الموظف في المكتبة: نعم .. تفضل..

أشترى الشاب نسخة من كتاب نهج البلاغة ومعه أصحابه، ثم خرج..

عاد بعد دقيقتين، فقال: ماذا يتناول هذا الكتاب..؟

تحدث معه الموظف واختصر له ما يحتوي الكتاب، وخرج الشاب وأصحابه مرة أخرى..

تحركت وصرت قريباً منهم، وسمعت ما دار بينهما من حوار، تمنيت أن أتدخل لاتحاور معهما وأبلغهم بأهمية نهج البلاغة وما يرسمه هذا الكتاب من وعي كبير إلا أنني حسبت بذلك إفساد فرحتهم لشراء الكتاب والعبث بلمتهم وصحبتهم.

أحسب أنني فرحت لهذه الحادثة وحزنت أيضاً:

١ـ سبب الفرح: ان هذا المشهد والاهتمام لشراء كتاب نهج البلاغة مما يسعد كل إنسان يراقب الوضع الاجتماعي والثقافي للناس.

٢ـ سبب الحزن: ان العدد الأكبر من شبابنا فضلاً عن الأقل منهم عمراً لا يعرفون محتوى هذه الكتب الأصيلة، ولا يتمتعون برؤية معرفية تسعفهم بالتعرف على دينهم وطائفتهم وأصولها وتفاصيلها.

وما يزال الحزن يخيم على مشاعري إذ أن أهم مصادرنا لم تصل إلى أذهان شبابنا فضلاً عن التبحر في محتواها والانشداد إليها والتأثر بها والتزود منها وتشكيل ثقافتنا الصحيحة.

تم إعادة نشر هذا النص من قناة حسن علي الجوادي في التيليجرام.

0 Shares