منظومة الأسرة قيماً وسلوكا – مشكلاتٌ وحلول ( 2 )

Image by OpenClipart-Vectors from Pixabay and edited in Canva

سماحة الشيخ مرتضى علي الحليّ

١١ صفر ١٤٤٧ هـ الموافق ٥ آب ٢٠٢٥ م

لقد ذكرنا في الحلقة الأولى من هذا الموضوع أنّ لكلّ من الزوجين حقوقاً وواجباتٍ ، وأنّ أي إخلال بذلك يُحدث المشكلةَ.

وهنا نبيّن لماذا يحدث الإخلال عادةً ؟

والجواب : يكمن في عدم معرفة وإدراك بعض الأزواج لنفس ما عليهما وما لهما في منتظم الحقوق والواجبات الزوجية الواجبة .فضلاً عن أهميّة الالتزام بهما.

وكمثال على ذلك في بعض الأحيان تجهل أو تتجاهل أو تتعمّد الزوجة في عدم طاعة زوجها في ما يجب عليها شرعا كحرمة الخروج من البيت من دون إذنه ، وكذلك كترك الزوج الانفاق الواجب على زوجته من الغذاء واللباس والمسكن وما تحتاج إليه من الضروريات.

وهذا المثال كشاهدٍ نذكره بوصفه سبباً لحدوث المشكلة بين الزوجين والتي ما كانت لتحصل لو عرفَ وفهمَ كلٌّ منهما واجبه وحقه شرعاً ، وبادرَ إلى الالتزام به سلوكاً ومسارا.

إذاً ثمة سببٌ مثل ذلك يدفع الزوجين للخلاف والتناشز ، ويمكن لهما تجاوزه لو فهماه ووعياه من قبل الاقتران .

وهذا الأمر إذا ما حصل وباستمرار لأجل طويل فقطعاً سيدفعهما لفكّ العلاقة أو تعقيدها .

وفي وقتٍ كان الأجدر بالزوج أن يضمن له كسباً حلالاً أو يعمل من أجل توفير النفقة الواجبة الملائمة لحياته الزوجية.

لأنّ الإخلال بهذا الواجب من قبل الزوج يدفع زوجته للتذرّع بعدم قدرته على تدبير حاليهما ويوجد هوّة عميقة في مسألة حساسة تتعلق بقوامة الرجل ودرجته في أسرته وعند زوجته.

فيبقى هذا السبب في ذهن الزوجة مربكاً لتفكيرها وسلوكها إن كانت لا تتحمل ذلك أو ليس لها القدرة على الصبر على فقر زوجها أو عجزه مما يدفعها لتجذير المشكلة ومحاولتها الخروج منها بترك الزوج أو التشكي منه أو طلب الطلاق.

وهذه الحالة سيّالة في أغلب مشكلات الزوجية منذ وهلتها الأولى، بحكم اعتماد الزوج على أهله في تدبير النفقات أو استقلاله عنهم دون تأمين لحاجات البيت الضرورية .

مرتضى علي الحلّي – النجف الأشرف.

تم إعادة نشر هذا النّص من قناة الإرشاد الثّقافي المُلتزم للأفراد والأسرة والمُجتمع في التّيليجرام.

0 Shares