كل واحد مشهور نأخذ منه معالم الدين؟

رسم تقريبي ليونس بن عبد الرحمن. الصورة: قناة حسن علي الجوادي( تطبيق حقيبة المؤمن/ شبكة الكفيل العالمية)

حسن علي الجوادي

٣٠ ذو القعدة ١٤٤٤هـ الموافق ١٩ حزيران ٢٠٢٣ م

بعض الناس لا تليق بهم الشهرة ولا يحسنون إدارة أمورهم، لذا تجد أحدهم تحوّل من شخص ينقل فتاوى الفقهاء ويزعم أنه يعلمها الناس إلى شخص مهرج يحاول تعليم وتفهيم الفقهاء أدوارهم وما يجب عليهم فعله.

*_  الشهرة تفرض قيودها وشروطها على المشهور فالارتداد العكسي لها يجعل المشهور يأخذ دور أجهل الناس، فيطرح أسئلة عائمة ويمارس أدوار البسطاء، فتعجب به طبقة جديدة من الناس وبذلك يكون قد عزز من شهرته بين الناس.

*_ المشهور مثل المتخوم، يحاول أن يفرج عن وضعه بعد ضغط الجمهور عليه، فهو يريد أن يمارس دور المذياع يكبر أشياء صغيرة، ويعظم أشياء حقيرة، وهذا خطر على كل شيء يرتبط بالوعي..

*_ الناس عادة لا يفرقون بين المشهور وبين بين العالم الموثوق أو المأمون الجانب، فكل مشهور بالضرورة هو موثوق ينال إعجابهم ويسلمونه عقولهم!

*_ لا تسلم عقلك لمجرد شخص عرف بطرحه واشتهر، فاجعل قاعدة في حياتك: خذ العلم من أهل الثقة، وقد وضع الأئمة الأطهار قاعدة في ذلك، منها:

١عن علي بن المسيب قال: قلت للرضا عليه السلام: شقتي بعيدة ، ولست أصل إليك في كل وقت، فممن آخذ معالم ديني؟ قال: من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا).(١)

٢قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك لا أكاد أصل إليك لأسألك عن كل ما أحتاج إليه من معالم ديني، أفيونس بن عبد الرحمن ثقة آخذ عنه ما أحتاج إليه من معالم ديني فقال: (نعم).(٢)

نلاحظ كيف نمت ثقافة الثقة وضرورتها بالعالم أو الفقيه أو الخطيب وما شابه،  عند أصحاب الأئمة (عليهم السلام) وكان كل إمام يجيب ولا يتخرج كي يقطع على المدعين صعودهم في سماء المجتمع.


(١) و (٢): بحار الأنوار ج٢، ص٢٥١.

تم إعادة نشر هذا النص من قناة حسن علي الجوادي في التليكرام.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

0 Shares