فقد قال تعالى: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِم)*.
ويستفاد منه وجود شرطين لقبول التوبة..
الأول: أن يكون ارتكاب المعصية عن جهالة، والمراد بها الانسياق وراء الهوى، كالقوة الشهوية والغضبية إذا سيطرت على الشخص. ولا يشمل مورد من يخطط لارتكاب المعصية، ومن ثم للتوبة لمحو آثار ارتكابها، فإن صدور المعصية ممن هذا تفكيره لا يكون عن جهالة، بل عن خباثة، فهو غير مشمول لمورد الآية الكريمة.
الثاني: أن تكون التوبة حقيقية، وهو يحصل بالندم الحقيقي، ومن يفكر بأنه يعصي ومن ثم يتوب كيف يثق من نفسه أن توبته لاحقاً تكون مع الندم الحقيقي. بل إن من يخطط هكذا لا يكون ندمه ندماً حقيقياً عادة. نعم يمكن أن يحصل له ذلك إذا طرأ تحول حقيقي في حياته.