كتاب (تكامل الذكر والأنثى في الحياة)

Photo from Pexels.

قناة المعرفة الدينية على التليكرام

٢٥ محرم الحرام ١٤٤٥هـ الموافق ١٢ آب ٢٠٢٣ م

كتاب تكامل الذكر والأنثى في الحياة لسماحة السيّد محمّد باقر السيستاني.

(دراسة موجزة في تكامل الجنسين ونقد الاتجاهات  الشاذة  الحديثة).

ومما جاء في مقدمة الكتاب:

إن أحد الأسس الفطرية المهمة للحياة الإنسانية والنوع الإنساني هو التنوع البشري الرائع المنقسم إلى الذكر والأنثى، وتكاملهما في هذه الحياة من خلال الاقتران الزوجي الأسري، وتوزيع اقتضاءات الأسرة على الجنسين وفق الملاءمات الفطرية مع تكونهما الجسدي والنفسي والسلوكي ومشاركتهما إنجاب الأولاد.

إلا أن هذا الأساس تعرض في العصر الحاضر لتحدٍ خطير من خلال اتجاهات ونظريات متعددة انتشر تسويقها باسم العلم والأدوات العلمية.

ومن أبرز تلك النظريات نظريتان:

١نظرية تحور معنى الذكورة والأنوثة ـــ وهما أمران معروفان للإنسان منذ نشأة الإنسانية ــــ بادعاء أنهما لا يتمثلان في التنوع الفطري الجسدي والوظيفي والنفسي والسلوكي للإنسان، بل هما يعبّران عن انطباع الإنسان عن نفسه.

فإذا رأى الذكر جسديا أنه أنثى كانت هويته أنثى سواء احتفظ بخصائصه الجسدية الذكرية، أم سعى إلى تغييرها، فله أن يتأنّث ويظهر ويتصرف ويتزوج كأنثى تماماً ويكون بين الإناث في اجتماعهن، وعلى الأسرة والمجتمع أن يتقبله ويتعامل معه كذلك رغم خصائصه الذكرية الكاملة، وكذلك الحال في الأنثى!.

بل يجوز أن يختار الشخص أن يكون ذكرا وأنثى في آن واحد، أو يكون حالة وسطى بمزيج من المظاهر والسلوكيات الذكورية والأنثوية حسبما يشاء!

وقد عبر عن مورد الانطباع المغاير للجسد عن الذات بالتحول الجنسي، كما عبر منذ حين عن الهوية التي يختارها الشخص لنفسهسواء كان موافقا لجسده ام لابالنوع الاجتماعي أو الجندر.

٢نظرية أخرى تنقض تكامل الذكر والأنثى في الحياة كما تقتضيه الفطرة الإنسانية بادعاء أنّ الميول الشاذة (المماثلة) هي ميول طبيعية، وأنّ الاقتران الشاذ بالمماثل يمثل خيارا للزواج على حد زواج الذكر والأنثى!.

فهاتان نظريتان تبرران السلوكيات والاقترانات والميول الشاذة، وتعتبرها  أموراً طبيعية وخيارات مقبولة ومشروعة على حد الخيار السائد في المجتمع البشري من تمايز الجنسين وتكاملهما في الحياة.

وقد حدثت هاتان النظريتان في هذا العصر في بعض الأوساط العلمية على أساس أنهما من جملة معطيات العلم الحديث!.

ومن الملفت أنه يجري تسويقهما ثقافياً واجتماعياً بقوة واندفاع بالغ في المجتمعات البشرية من خلال جميع الإمكانات المتاحة المحلية والدولية من الجوانب المالية والقانونية والسياسية والاعلامية والثقافية والتربوية .

والواقع أن هذه النظريات تمثل انتكاسة كبيرة في الفكر الإنساني المعاصر، بل تقهقر غريب لما يطرح باسم العلم وعجز كبير عن رصد البديهيات الفطرية الإنسانية التي يدركها عامة العقلاء الراشدين وفق ما يجدون بوجدانهم و يشهدونه بالخبرة العامة، وقد وقع من قبل التنكّر لمبادئ بديهية أخرى باسم العلوم الإنسانية.

كما ان تسويقها في المجتمع الانساني عمليا يمثل تحديا خطيرا للانسانية في أحد أهم ركائزها وبناها في وجودها وديمومتها وقيمها وأخلاقها ونظمها الأسري والاجتماعي.

وهذه دراسة موجزة تتضمن توضيح تكامل الذكر والأنثى في الحياة وفق القواعد العامة الراشدة للتفكير المبنية على مبادئ خمسة

١ ٠ الإدراك السليم.

٢ ٠ الفطرة الإنسانية الجسدية والوظيفية.

٣ ٠ الفطرة  النفسية والسلوكية.

٤ ٠ الضمير الإنساني الذي يمثل الهدي الملائم للإنسان ويحدد ما يحسن وما يقبح منه.

٥ ٠ الحكمة الصائبة التي ترعى الصالح الإنساني.

هذا مع دراسة الموضوع وفق هذه المبادئ في المستوى الفطري، وفي المستوى العلمي المعتمد على العلوم ذات العلاقة بهذه المبادئ،من جهة وجود أبعاد للموضوع ذات علاقة بكل واحد من هذه المبادئ  الخمسة.

كما تضمنت الدراسة  توضيح بداهة مبدأ التكامل بين الجنسين في الدين بداهة بالغة لا مزيد عليها، فإنه ملء تعاليم الدين ونصوصه في ذِكْر الذكر والأنثى وأحكامهما، على أنّ الدين يضمن التأكيد على أن هذا التكامل مطابق مع المبادئ الفطرية والأخلاقية والحكمية.

وكنت قد أعددت دراسة أكثر تفصيلاً من بعض النواحي قبل ثلاث سنوات عندما بلغني استفحال هذه النظريات في أوساط الجاليات الإسلامية في بعض بلاد المهجر، وحدثت ظروف حالت دون إنهائها، وقد حدث في هذه الأيام سعي بليغ بنشر هذه الأفكار الخاطئة في داخل البلاد الإسلامية فاهتممت بايجاز البحث مع بعض الإضافات ليكون أسهل تناولاً.

وقد أعددت هذا البحث في الأصل لإلقائه كمحاضرات على طلبة الجامعات ولكن حالت الظروف عن إلقائها، ولذلك اكتفيت بنشرها وذلك ليكون مذكِّرا لمن عُني بالتبصر في الموضوع وتحفيز معاني الرشد والفطرة والأخلاق والحكمة في المجتمع الإنساني بشكل عام وفي المجتمع الديني على وجه خاص.

(وسوف تنشر هذه الدراسة في هذه القناة قريباً على نحو حلقات تدريجاً).

السيّد محمّدباقر السيستاني

تم إعادة نشر هذا النص من قناة المعرفة الدينية على التليكرام.

كتاب تكامل الذكر والأنثى في الحياة. الحلقة ١.

كتاب تكامل الذكر والأنثى في الحياة. الحلقة ٢، القسم الأول: هوية الذكر والأنثى وفق الهدي الفطري والعلم والدين، الجزء الأول: حول الهدي الفطري الإدراكي والجسدي والنفسي والأخلاقي.

كتاب تكامل الذكر والأنثى في الحياة. الحلقة ٣، القسم الأول: هوية الذكر والأنثى وفق الهدي الفطري والعلم والدين، الجزء الثاني: حول الهدي الفطري الحِكَمي والصالح الإنساني العام.

كتاب تكامل الذكر والأنثى في الحياة. الحلقة ٤، القسم الأول: هوية الذكر والأنثى وفق الهدي الفطري والعلم والدين، الجزء الثالث حول مستندات النظرية الحديثة في فصل الهوية الجنسية عن الخصائص الجسدية وتفسيرها.

كتاب تكامل الذكر والأنثى في الحياة. الحلقة ٥، القسم الأول: هوية الذكر والأنثى وفق الهدي الفطري والعلم والدين، الجزء الرابع حول هوية الذكر والأنثى في الدين.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

0 Shares