عاشوراء والتربة الحسينية

التربة الحسينية في المتحف وقد انقلبت دماً عبيطاً. الصورة: قناة التراث والتحقيق بين يديك في التليكرام

أحمد علي الحلي النجفي

٤ محرم الحرام ١٤٤٤هـ الموافق ٣ آب ٢٠٢٢ م

١٠ محرم سنة ١٤٣٤هـ الموافق ٢٥ /١١/ ٢٠١٢م. من عادتي في يوم عاشوراء أن اتشرف بركضة طويريج بعد الصلاة، وعند دخولي لحرم الإمام الحسين عليه السلام اتجه لجهة اليسار تاركاً الركضة، فهي فرصة للزيارة والبكاء،  وانصرف لأداء الزيارة مع السلام واللعن مائة مرة ودعاء علقمة والصلاة ويتقدم الجميع الزيارة السادسة لأمير المؤمنين عليه السلام.

كل ذلك أعمله في الصحن الشريف من جهة الرأس الشريف، فرفعت رأسي حين العمل فوجدت صفاً طويلاً يقف عند المتحف الحسيني والواقع في الضلع الجنوبي الغربي، ولما رأيت المرحوم العلامة الشيخ المهدوي ضمن الصف، قلت لابد من شيء حدث، فما الذي جاء بالشيخ المهدوي هنا، فجرّني الفضول والتوفيق لأنضم بينهم، فسألت عن علّة وقوفهم، فقالوا إن التربة في المتحف انقلبت دماً عبيطا.

فأخذتني الرعدة وزادت ضربات قلبي تشوقاً للوصول إلى السعادة الأبدية، وأخذني الصف بعد أن طال الوقوف إلى باب المتحف، وأكثر الزوار الذين في الصحن لا يعلمون بالحدث.

وقفت بعد دخولي من الباب فرأيت الشيخ المهدوي واقفاً على التربة وهو يبكي، وعلى جانب منها رأيت سماحة السيد حسين السيد علاء الدين الحكيم، وبيده سبحة يستغفر فيها الله تعالى ويمجده، وكان التأثر والبكاء عليه باد، وقناة الفرات ترتب اللقاء معه، ليتحدث عن هذه الفاجعة.

فنصبت وجهي لمكان التربة ويممت صوبها فإذا هي في علبة زجاجية صغيرة فيها دم عبيط يفور كأنه ينبع من نحر قتيل ذبح للتو، رؤية الدم العبيط تأخذ بالقلب ومجامعه وبالعيون ودموعها، فأخذني البكاء والناس تنحب من حولها.

فحمدت الله تعالى على هذا التوفيق، وانصرفت مفتخراً بذلك الحدث الذي لا أنساه، وأسرعت في تدوينه في مذكراتي، وماكتبته الآن هو من فيض ذاكرتي، وهنالك التفصيل.

ولا أعلم ما علاقة التربة بالصحن الشريف؟!

وما علاقتها بيوم عاشوراء ووقت ساعة بدأ القتال وساعة الوداع.

ولا أعلم ماضجيجها وفورانها؟!

ولا أعلم إن كان حالها في تلك الساعة هكذا، فكيف بالتربة التي حملت جسده وهو مقطع الأعضاء، آه آه.

كتبت هذه السطور حين رؤيتي لصورة التربة المقدسة، وقد رفعت التربة من المتحف لكثرة طلبها، وقيل إنها تحولت حين قراءة المقتل في الصحن الشريف قبل صلاة الظهر.

تم إعادة نشر هذا النص من قناة التراث والتحقيق بين يديك في التليكرام.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

0 Shares