الجاهل إن سكت أكرم نفسه، وإن تحدّث فتن غيره، يُحشر نفسه فيما لا يعنيه ، ويغادر ما يعنيه، ويمسك بالمهمل ويهمل ما ينبغي التمسك به، دليله جهله المستمّد من عاطفته وتسرّعه.
لا يتثبت عند شبهة ، يثير ما يخطر في ذهنه فيجريه على لسانه، يتعملق فيرى نفسه الفيل وغيره النمل، وعلامته تظاهره بالحماسة للحق، وتهديد غيره بالمنزلق وسوء المصير، وكأن الهدى القي في روعه، وجبريل أنزله على صدره، لا يكف لسانه إذا اندلع ولا يوقف سوء ظنه عند حد، يتخبط خبط عشواء ويحسب أنه يحسن الصنع، لا يقبل النصيحة ولا يكترث لفداحة الفضيحة، يُحجم عن الاستقامة ويُقدم على الزّلة، لا يسمع العالم ولا يخالط إلّا مثله، يقترح الحكمة على الحكيم، ويتعالم على العليم، يقترح على المرجع، وينصرف عنه عند الخطب!
وضع نفسه موضع الإهانة فوقع عليه النص يدمغه:
وعن جواد الأئمة (عليه السلام): (لو سكت الجاهل ما اختلف النّاس). كشف الغمة: ج ٢، ص ٣٤٩.