Photo from Piqsels. حسن علي الجوادي ٢٣ ذو القعدة ١٤٤٤هـ الموافق ١٢ حزيران ٢٠٢٣ م مرة كنت أستمع إلى أحدهم ممن يصدره الإعلام وينعته بالمفكر، قال: أن القرآن الكريم يصف الجنّة بما يتوافق مع مزاج وعقل النّاس العرب والبدو الذين عاشوا في الصحاري وأنهوا حياتهم ما بين الجبل والصحراء ولم يروا نهراً أو سهلاً جميلاً، فجاء القرآن يغريهم ويشجعهم ويحفزهم حتى يؤمنوا بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله) وقد آمن العرب فعلاً، فهذا الوصف في عصرنا الحاضر لم يعد نافعاً ويتناسب مع تطور وتقدم المجتمعات وتطلعهم لمعنى الجمال! وأخذ يسرد محاضرة كاملة على أن القرآن الكريم هو كتاب كتب لزمنه وعصره بل هو من إنشاء النبي محمد (صلى الله عليه وآله)! أدنى مراجعة للإنسان وطبيعة تفاعله مع الحياة وجمالها يتضح أن كلام هذا الشخص لا قيمة له، إذ أن التطور والتقدم الذي يتحدث عنه يكذبه وكذا اهتمام الناس بالطبيعة والجمال، ففي عصرنا هذا أجمل مكان يستعيد الإنسان به راحته وألقه وشعوره بالأنس هو السياحة في الطبيعة والتي تتألف من النهر الجاري والسهل الأخضر وإذا كان مزرعة – بستان– فيها من الفواكه والثمار سيكون المشهد رائعاً للغاية.. ومن هنا فأنّ توصيف القرآن للجنة بالأوصاف الطبيعية القريبة على ذهن الإنسان وتحسسه الطبيعي للجمال لم يكن شيئاً قريباً من البيئة أو الزمن فحسب، وإنما انطلاقاً من ميول الإنسان الصحيحة وانجذابه لجمال الطبيعة بلا تكلّف ولا تعقيد للمسألة.. إن الإنسان اليوم كثير الاهتمام بالطبيعة ويكثر من البحث عن أجمل المناطق والمساحات الخضراء، فهي مصدر سكن وإنعاش لا يمل منه، لذا نجد في عصرنا تلهف الناس في المدن إلى الحدائق والأشجار والزهور، وما تزال رائحة الطبيعة تمثل أفضل ما يشمّه الإنسان، بل أن الصناعات البشرية تستعير جمالها من الطبيعة فهذا عطر من الورد وهذا ملح من جمال الهملايا وهذا عصير من فواكه إندونيسيا…الخ هذه الشبهة بعدما علقت في ذهن أحد الشباب أرسلت له مقاطع جميلة متوفرة على منصات التواصل فادهش وأعجب بها كثيراً وتحسس جمالها.. فزالت منه الشبهة على الفور!.. تم إعادة نشر هذا النص من قناة حسن علي الجوادي في التليكرام. اشترك في نشرتنا الإخبارية TweetShare0 Shares 2023-06-12