ذكرى البقيع الغرقد في بيت المرجع الدّيني الأعلى السّيّد السّيستاني

سماحة المرجع الدّيني الأعلى آية الله العظمى السّيّد علي الحسيني السّيستاني دام ظلّه

أحمد علي الحلي

٨ شوّال ١٤٤٦ هـ الموافق ٧ نيسان ٢٠٢٥ م

أقيم في مكتب آية الله العظمى السيد السيستاني (ده) في هذا اليوم ٨ شوّال سنة ١٤٤٦هـ مجلس بمناسبة ذكرى هدم قبور أئمّة البقيع صلوات الله عليهم أجمعين.

هذا المجلس يقام سنويًّا في مثل هذا اليوم؛ حتى لا تنطفئ جذوة ذلك الحدث الهمجي الذي أفجع قلوب الموالين والمسلمين جميعًا.

كان سماحة السيّد السيستاني – دام ظله العالي – حاضرًا كعادته، رابضًا في عرينه، في الركن الشمالي الغربيّ لحجرة استقبال الضيوف، وعن ميسرته وميمنته جملة من أفاضل طلبة العلم، وهو في تمام الصحّة والعافية.

الاثنين والخميس عطلة المكتب، والتي يُعطّل فيها استقبال الضيوف، دون بقية أقسام المكتب وقضاء حوائج الناس، ولكن للمناسبة حظ أوفر، واستثناءات.

الخطيب هو الناعي الشيخ عبد الله الدجيلي، ابتدأ الخطيب باستنهاض صاحب العصر والزمان (عج)، الرجل المؤمل أن يخرج في زمن ساد فيه الظلم والجور.

فالعطش للموعود أجرى دموع السيد الكبير، دون تكلف، فساحت دموعه على وجهه الخصب بالحيوية والروحانية والعطاء.

والتوق لظهوره أفجع قلوب محبيه في المجلس.

ثم عرّج الخطيب على حادثة الهدم المؤلمة، وأتبعها بذكر الإمام الحسين – عليه السلام – وأتبع الفرض بنافلة ذكر شهداء الفتوى، والدعاء للجرحى ممن لبّى نداء المرجعية.

ثم دعا السيد السيستاني – دام ظله – للخطيب بعد أن قرأ الفاتحة وأتبعه بالدعاء للحاضرين.

وتشرف بعض الحضور بلثم أنامله، أنامل يد العلم والعمل.

كانت هيبته تسود المكان، بحيث ينشغل البعض عن البكاء بالنظر إليه، ويجمعهما الكثير، يحنون إليه بنظراتهم، ويدعون له وفاء بما صنع، وجزاء بما وفّى.

ففي كل حديث له يذكر العراق، والعراقيين، ولا يرى لنفسه شيئًا، فنكرانه لنفسه وولده أشهر من الشمس في رائعة النهار.

أطال الله تعالى عمره الشريف، وجعله الله تعالى ذخرًا للجميع.

تم إعادة نشر هذا النّص من قناة التّراث والتّحقيق بين يديك في التّيليجرام.

0 Shares