حب عليّ في الصّغر يُثمر في الكبر

الصورة: علي السيلاوي/ شبكة الكفيل العالمية

الشيخ حسن علي الجوادي

٢١ ذو الحجة ١٤٤٥ هـ الموافق ٢٨ حزيران ٢٠٢٤ م

كنت احدّث ولدي الطفل الصغير الذي لا يفهم العقيدة بعد، فحصلت خاطرة، وهل يعقل الطفل ان أحدثه عن الامام علي (عليه السلام)؟

مرّ الليل واذا في الصباح رأى صورة فقال: هذا الإمام علي …

كنت قد قرأت في كتاب تعارض الأدلة واختلاف الحديث مضمون كلام المرجع الأعلى عن تعليم الاطفال، واليكم نصه على ما جاء في تقرير درسه:

(إن التلمذة تؤثر بصورة طبيعية في غرس أفكار الأستاذ ورسوخها في ذهن التلميذ ، وتشتد الحالة فيما إذا كان التلميذ شاباً أو صغيراً ، فإنه يكون سريع التأثر بأستاذه وبالايحاءات والتلقينات التي تملى عليه ، فلا يكون من الجهة النفسية على إستعداد لسماع ما يخالف تلك الأفكار أو المرتكزات..

ومنه يظهر السر في تأكيد الأئمة عليهم السلام على ضرورة تعليم الصبيان أحاديث أهل البيت قبل الإطلاع على غيرها ، فإن الصبي إذا استأنس بأحاديث أهل البيت وتركزت أفكارهم ومعتقداتهم في ذهنه فإنه لا يتأثر بعده بأفكار المذاهب والتيارات والمبادئ الأخرى، وستصونه مرتكزاته عن الإنحراف.

أما لو تركزت في ذهنه الأفكار المخالفة، فربما يصعب مواجهتها وإزالتها، كما يلاحظ أمثال هذا التأكيد في روايات أحكام الأولاد في الوسائل [كتاب وسائل الشيعة].

وهذا أمر طبيعي، فقد ذكر في الكتب التي تبحث عن تأريخ الأندلس أن النصارى حينما سيطروا على الأندلس، أخذوا على المسلمين أن يكون التعليم بيدهم، والمعلمون من النصارى.

فكان استيلاؤهم على التعليم والتدريس من العوامل الرئيسية لانقراض المسلمين في أسبانيا وتنصرها كما نراه اليوم.

ولعل هذه هي حالة بعض الطلاب المسلمين أو غيرهم الذين يذهبون للغرب دون أن يتعرفوا على الإسلام قبل ذهابهم، فإنهم يختلفون في مستوى الإيمان والحصانة العقائدية مع من يتعرف على الإسلام والمعتقدات الحقة قبل ذهابه).

كتاب تعارض الأدلة واختلاف الحديث: تقرير دروس السيد السيستاني، للسيد هاشم الهاشمي، ص ٢٤٠ و ٢٤١.

تم إعادة نشر هذا النص من قناة الشيخ حسن علي الجوادي في التيليجرام.

0 Shares