ترجمة رسالة الأمين العام للأمم المتحدة إلى السيد السيستاني بشأن الاعتداء على القرآن الكريم في السويد

سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله و الأمين العامّ للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش. الصورة: شبكة الكفيل العالمية

The-14

٩ محرم الحرام ١٤٤٥هـ الموافق ٢٧ تموز ٢٠٢٣ م

نشر الموقع الرسمي لمكتب سماحة المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظلّه في النجف الأشرف ترجمة رسالة الأمين العام للأمم المتحدة إلى سماحة المرجع الديني الأعلى (دام ظله) جواباً على الرسالة التي تلقّاها من مكتب سماحته بشأن الاعتداء على نسخة من القرآن الكريم في السويد.

وجاء في نص ترجمة الرسالة :

الأمين العام

٢١ تموز ٢٠٢٣

سماحة آية الله العظمى علي السيستاني

النجف الأشرف

أود أن أشكر سماحتكم على رسالتكم المؤرخة ٢٩ حزيران ٢٠٢٣ بشأن أعمال حرق القرآن.

لقد شعرت بانزعاج شديد من حادثة حرق القرآن الأخيرة في ستوكهولم، السويد، التي أدت إلى احتجاجات في جمهورية العراق خلال عطلة عيد الأضحى، واسمحوا لي أن أعرب عن تضامني مع المجتمع الإسلامي، وأن أدين أعمال التعصب والعنف والإسلاموفوبيا التي تؤدي إلى تفاقم التوترات وتسهم في التمييز والتطرف.

وقد عبرت عن هذا الموقف في اتصالي الهاتفي مع سعادة السيد فؤاد محمد حسين، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية جمهورية العراق، بتاريخ ٣٠ حزيران ٢٠٢٣، وقد انعكس ذلك أيضًا في البيانات الصحفية الصادرة عن مكتب الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات في ٢٩ حزيران ٢٠٢٣ الذي يدين حرق القرآن في السويد، ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في ١١ تموز ٢٠٢٣ في افتتاح المناقشة العاجلة لمجلس حقوق الإنسان حول “الارتفاع المقلق في أعمال الكراهية الدينية المتعمدة والعلنية كما تجلّى من خلال التدنيس المتكرر للقرآن الكريم في بعض البلدان الأوروبية وغيرها”.

إنّ منظومة الأمم المتحدة مصمّمة على التنفيذ الكامل لقرار مجلس حقوق الإنسان بشأن “مكافحة الكراهية الدينية التي تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف”، وستواصل الأمم المتحدة، من خلال هيئاتها ذات الصلة، حثّ الدول الأعضاء على دراسة سياساتها وأطرها الوطنية لتحديد الثغرات التي قد تعوق منع أعمال والدعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية التي قد تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف ومقاضاة مرتكبيها.

وفي هذا السياق، يضطلع الزعماء السياسيون والدينيون بدور مهم بشكل خاص في رفع صوتهم بحزم ضد مظاهر الكراهية الدينية وتوضيح أنّ الحوار السلمي هو أفضل طريق لتعزيز التفاهم والاحترام المتبادلين، بما في ذلك احترام التنوع، وهي لبنات أساسية لبناء مجتمع متماسك وقادر على الصمود.

إنني أؤيد تأييدًا تامًا دعوتكم إلى تعزيز التعايش السلمي وتوطيد قيم الرحمة، وأود أن أعرب عن احترامي الحقيقي وإعجابي الشديد بحكمتكم ونهجكم المعتدل وندائكم المستمر من أجل الاحترام المتبادل والوحدة.

وأرحب بالمزيد من التواصل والتفاعل المستمر مع سماحتكم بشأن هذه المسائل المهمة ذات الاهتمام المشترك.

وتفضلوا، سماحتكم، بقبول فائق الاحترام.

أنطونيو غوتيريش

اشترك في نشرتنا الإخبارية

0 Shares