المصالحة مع الذنب

قلب مذنب
Generated by Playground AI/ The-14

حسن علي الجوادي

١٨ ذو القعدة ١٤٤٤هـ الموافق ٧ حزيران ٢٠٢٣ م

الذنب هو تجاوز الإنسان المؤمن على الحدّ الذي وُضع له، وعادة ما يقع فيه بسبب الشيطان، حيث يوسوس للإنسان ويزين له العمل السيء!

وهذا التجاوز والعبور لحدود الله هو قبح شديد يرتكبه العبد لأنه خالف أمر مولاه، فلا جمال في أي فعل يكره الله تعالى للإنسان أن يفعله!

وكل ذنب يفعله الإنسان أول مرة يكون ثقيلاً عليه، ويأتيه شعور حزين وضعف كبير، ويعود قلبه إذا تاب وتقرّب إلى الله بالندم.

والخطورة تبدو شديدة حين يكثر الإنسان من الذنوب، إلى أن يصل إلى درجة الاعتياد على الذنوب، ثم يستمر حتى يصل إلى مرحلة التصالح مع الذنب وهذه أخطر مرحلة، حيث يرى الإنسان أنه من الطبيعي أن يرتكب الذنب ولا مشكلة أصلاً!

الإنسان في مرحلة الاعتياد على الذنب لا يزال يعترف بقبح المعصية، ولكنه إذا استنكر على نفسه واستمر على الذنب يصل إلى مرحلة عقد صلة مع الذنب، ويكون جزءاً من شخصيته، وبالتالي يستسلم له، وبمرور الوقت يعقد الصفقة ويتصالح مع الذنب، فترتفع الكراهية من قلبه تجاه المعصية، إن لم نقل أنه يبدأ بالتلذذ بها.

وقد حذر أهل البيت (عليهم السلام) من الاعتياد على الذنب، وبينوا أصل هذه الحقيقة، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:

«إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت وإن زاد زادت، حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبداً»

(الكافي، للشيخ الكُليني رحمه الله: ج2/ص271).

تم إعادة نشر هذا النص من قناة حسن علي الجوادي في التليكرام.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

0 Shares