المسؤولية.. حرب اللذة والضياع

Photo by Scott Graham on Unsplash

حسن علي الجوادي

٧ جمادى الأولى ١٤٤٥ هـ الموافق ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٣ م

لو تيقّن الإنسان وفكّر وشعر بأهمية المسؤولية وضريبتها لما اهتمّ بالتقرب منها، ولا ذهب إلى التمسك بمميزاتها، ولكننا كبشر عادة ما نفكر في المكاسب والامتيازات ونفضلها على أمور كثيرة، وقلّ من النّاس مَن يفكر في عواقب المسؤولية وآثارها الخطيرة.

وكلما عظمت المسؤولية ازداد أثرها وخطرها على المسؤول، فما يتصوّره بعض النّاس من امتياز هو غير دائم في الحقيقة، وما هو شبه دائم ضريبته أكبر من نفعه، ولا قيمة للذة أمام الخسارة في الخُلُق والدين.

إنّ حب الرئاسة قضية سارية في حياة الإنسان، وعادة ما يخفق الإنسان في مراعاة لوازمها ومقتضياتها، بل يتقاتل بعض الناس كي يرتقوا إلى المناصب من أجل التمتع بمميزات مالية وسلطوية ووجاهتية، والعجيب من إنسان يذهب إلى المشكلة بنفسه، والأعجب حين يتعب نفسه ويجتهد من أجل فتح باب الجحيم كي يأنس به، وقد اختصر ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) بما روي عنه قوله: (حبّ الرّئاسة رأس المحن) (غرر الحكم: ص٣٤٨).

وتتعقد المشكلة حينما يكتشف الإنسان تعدد مسؤولياته في الحياة، فيتطوّر بواحدة ويخفق بأخرى، ويجحف بحق ثالثة ورابعة.. دون أن يستوعب مهامه الأساسية وأدواره الحقيقية، فترى بعضهم يفلت من يده دوره الأصيل ويتشبث بدور بديل أقرب للترف. 

* المعيار:

حين تسعى لمنصب أو مسؤولية ما تذكر الدافع الذي دفعك، فتنظر بخطئه وصوابه، وتدقق بنيتك، فإن شرف العمل من شرف النية، ثم قدرتك وخبرتك ثم صبرك وجاهزيتك.

تم إعادة نشر هذا النص من قناة حسن علي الجوادي في التيليجرام.

0 Shares