تمرّ علينا في اليوم الرابع والعشرين من شهر ذي الحجّة ذكرى تصدُّق أمير المؤمنين(عليه السلام) بخاتمه أثناء صلاته، ونظراً لأهمّية هذه الذكرى وما انطوت عليه من مفاهيم ومضامين لها أبعادها ودلالاتها العميقة، أنزَلَ الله تعالى فيها آيةَ الولاية فقال عزّ وجلّ: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ).
يروي السيّد هاشم البحراني في تفسير البرهان، وغاية المرام، عن الصدوق بإسناده عن أبي الجارود عن أبي جعفر(عليه السلام): في قول الله عزّ وجلّ: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ)، قال: إنّ رهطاً من اليهود أسلموا، منهم عبد الله بن سلَّام وأسد وثعلبة وابن يامين وابن صوريا، فأتوا النبيّ(صلّى الله عليه وآله).
فقالوا: يا نبيّ الله إنّ موسى أوصى إلى يوشع بن نون، فمَنْ وصيُّك يا رسول الله؟ ومَنْ وَلِيُّنَا بعدك؟ فنزلت هذه الآية: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ).
قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله): قوموا. فقاموا وأتوا المسجد، فإذا سائلٌ خارج فقال (صلّى الله عليه وآله): يا سائل هل أعطاك أحدٌ شيئاً؟ قال: نعم هذا الخاتم. قال: مَنْ أعطاكه؟ قال: أعطانيه ذلك الرجل الذي يُصلّي، قال: على أيِّ حال أعطاك؟ قال: كان راكعاً؛ فكبَّر النبيّ(صلّى الله عليه وآله) وكبَّر أهلُ المسجد.
فقال النبيّ(صلّى الله عليه وآله): عليٌّ وليُّكم بعدي قالوا: رضينا باللّه ربّاً، وبمحمّدٍ نبيّاً، وبعليّ بن أبي طالب وليّاً، فأنزل اللهُ عزّ وجلّ (وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ).