الاهتمامُ بمعرفةِ القرآنِ الكريمِ بلاغةً وأداءً ضرورةٌ أدبيّةٌ ولغويّةٌ نستوحي منها مقاصَده وأغراضه 

القرآن الكريم. ٢٥ رمضان ١٤٤٤ هـ / ١٦ نيسان ٢٠٢٣ م، كربلاء المقدسة ، العراق. الصورة: سامر الحسيني/ شبكة الكفيل العالمية

سماحة السيد محمد باقر السيستاني

التقرير: سماحة الشيخ مرتضى علي الحلّي

٢٤ ذو القعدة ١٤٤٤هـ الموافق ١٣ حزيران  ٢٠٢٣ م

إنَّ النصَّ القرآني نصّ مُتميّز في البلاغةِ والأداءِ، ومِن ثَمّ اقتضت دراسةُ هذا النص دراسةَ هذه الخصيصّة فيه، لأنَّها جزءٌ مُقوّمٌ من النص.

  فالنصّ القرآني نصٌّ يُمثّل الحدثَ الأدبيّ الأبرزَ في اللغة العربيّة منذ أربعة عشر قرناً، وكان له دورٌ أساس في الحفاظ على هذه اللغة ونصوعِها وديمومتها وبقائها والرقيّ بالمستوى الأدبي فيها.

والقرآن الكريم منذ نزوله ــ كما يتبيّن في دراسة تاريخ الأدب عند العرب قبل الإسلام وبعده ــ  يمثّل حدثاً أدبيّاً فاصلاً مُجلجلاً في اللغة العربية، وكان العربُ ــ حتى غير المسلمين منهم ــ يعتنون بحفظ هذا النص ويهتمون به ويستوحون مِن أدائه.

ولولا القرآن الكريم وما ينضمّ إليه من النصوص النبويّة لكانت اللغة العربية قد تفرّقت إلى لغات متعدّدة وتطوّرت إلى لهجات مختلفة، ولم يكن لدينا الآن لغة عربيّة بهذا المعنى .

كما أنَّ القرآن الكريم هو الأساس الأدبي في جميع النصوص الأدبيّة في اللغة، سواءٌ من الخطب التي صدرت في الصدر الأوّل مثل خطب أمير المؤمنين  ،عليه السلام، أو خطب سائر الخطباء في البلاد الإسلاميّة، أو حتى الشعراء بعد الإسلام كانوا يحفظون القرآن الكريم ويستوحون من أدبه.

وقد نزل القرآنُ على أساس التحدّي البلاغي والأدائي للعرب، وكان حجّةً مُفلِجَةً لهم، كما هو معروف.

إذن هذا بُعدٌ أساسي من أبعاد القرآن الكريم، ومِن ثَمَّ اقتضى الاهتمام به .

قبسٌ من درس تفسير القرآن الكريم لسماحة سيّدنا الأستاذ الفاضل مُحمّد باقر السيستاني ، دامت إفاضاته .

الأربعاء – 11- شعبان المُعظّم – 1440 هجري .

تقرير : مرتضى علي الحلّيالنجف الأشرف .

تم إعادة نشر هذا النص من قناة الإرشاد الثقافي المُلتزم للأفراد والأسرة والمُجتمع في التليكرام.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

0 Shares