الأخلاق كهف السعادة

الأخلاق كهف السعادة

Photo by The-14

السيد محمد باقر السيستاني، المعرفة الدينية

١٦ شهر رمضان ١٤٤٢ / ٢٩ نيسان ٢٠٢١

أنّ الأخلاق المهذبة تمنح الإنسان سعادة نفسية داخلية، لأن الإنسان مجهز بضمير وجداني يقتضيها، وفي حال إرضاء هذا الضمير وقناعة الإنسان في العمل بمقتضاه تكون هناك راحة داخلية في مرحلة العقل الباطن فضلاً عن مرحلة العقل الظاهر والشعور المحسوس، فيوجب ذلك السكينة والطمأنينة وهدوء البال.

إنّ الأخلاق المهذبة تؤدي إلى استقامة نفسية للإنسان واعتدال تصرفاته وسلوكياته، وفي حال سخط الضمير فإن من شأن ذلك أن يؤدي إلى القلق والتشويش، ينتج منه اضطراب في شخصية الإنسان وعدم تناسق تصرفاته وسلوكياته، وهذا أمر يجده الإنسان بتأمل أحوال الأشخاص المهذبين من حولنا ـ حسب اختلاف مستوياتهم في التهذيب ـ فنجد أن الإنسان المهذب أسعد نفسياً، وإن تمتع بإمكانات مالية أقل، كما أنه أكثر استقامةً في سلوكياته، وأما الآخر غير المهذب فهو شخصية يتسم بالاضطراب والتناقض ويسبب لنفسه مشاكل هو في غنىً عنها.

أنّ السلوك المهذب يؤثر تأثيراً إيجابياً على الإنسان من الأسرة والأصدقاء والزملاء ـ حسب درجة تهذيب الإنسان من جهة واستعداد استقبال الآخرين، فالأخلاق والسلوكيات المهذبة هي أشبه بالعطر الذي تفوح رائحته فيما حوله لا محالة، مما يؤدي إلى انبساط من يشمه واستحسانه، فمن يعاشر الإنسان المهذب والسلوك المهذب فإنه يجد شعوراً بالاستحسان والثقة، وهذا يؤدي إلى تعامله الإيجابي مع الإنسان، وذلك يعود بالنفع على المرء ويمنحه مزيداً من السعادة.

تم أخذ هذا النص من كتاب تهذيب النفس ودوره في بناء الفرد والمجتمع لسماحة السيد محمد باقر السيستاني، ص ٢٦

تم إعادة نشر هذا النص من قناة المعرفة الدينية على التليكرام

اشترك في نشرتنا الإخبارية

0 Shares