
١١ صفر ١٤٤٤هـ الموافق ٨ أيلول ٢٠٢٢ م
أتذكر أنني أول مرة مشيت إلى كربلاء كان سنة ١٩٨٨م على مافي البال، وكان معي السيد أحمد السيد مجيد الحكيم، والتقينا في الطريق بالحجة السيد حسين الكربلائي وأحد السادة الطلبة، وكان الكربلائي كثير الاستخارة، وكان المشي ليلاً خوفاً من السلطة، وكان في الربع الأخير من طريق النجف – كربلاء.
والمشية الثانية كانت من النجف إلى كربلاء سنة ١٩٩٦م، على طريق الجدول (الزراعي)، عندما فسحت الدولة المجال؛ لسبب نجهله، والسنة التي بعدها قتلت مجموعة من السائرين لكربلاء بالرصاص، وكانت بحقّ مأساة دموية.
ثم توالى الخير سنة ١٩٩٨م وما بعدها فصرت أمشي إلى كربلاء سيرا على طريق الجدول وبشكل مستمر، وبواقع خمس مرات في السنة أو أكثر، الرجبية، والشعبانية، وعرفة، وعاشوراء، والأربعين، وبعض الولادات والوفيات، ومع مجموعة من الأصدقاء المؤمنين من العكايشية والحواتم.
كانت الروحية عالية لا حدّ لها، بحيث كل ما تطلبه في سريرتك من طعام وشراب تجده أمامك، والسير يكون في الليل، ومحنة الكلاب تطوف حولك لامحيص لها، وفلكك في بحرها عصا اللوز المر التي أحملها بيدي.
