من خواطر التحقيق والتأليف

Canva and The-14

أحمد علي الحلي النجفي

١٣ شوال ١٤٤٣هـ المصادف ١٤ آيار ٢٠٢٢ م

سمعت أحدهم فرض اسمه على غلاف الكتاب مع مؤلف الكتاب، فطبع الكتاب باسميهما، ثم طبعه مؤلفهلما شاهد فعل صاحبهطبعة ثانية وعليه اسمه فقط، فافتضح ذاك الشخص الذي فرض اسمه مع المؤلف.

ورأيت اثنين من المحققين حققا كتابًا وكتب الناشر اسميهما عليه بشكل عمودي لا أفقي، فاعترض صاحب الاسم الأدنى على صاحب الاسم الأعلى، بأني أنا أعلم منه فلابد أن يكون اسمي هو الأعلى، وحصل شجار بينهما، مما اضطر الناشر أن يعيد الكتاب للمطبعة ويحوّل الاسم الأعلى إلى الأدنى، وتكلف الناشر نحو مليون دينار.

ورأيت الكثير ممن يتعامل مع المحقق أو المؤلف ويتهمه بأنّ عمله ليس لله؛ لأنّ المحقق طلب مالًا مقابل جهد عمله، كأن التحقيق هو عمل إلهي خاص لابد أن يكون مجانًا، من دون عمل النجارة، أو الحدادة، أو البناء وغيرها من الأعمال.

ورأيت من المحققين من يخفي عليك الكلمة الواحدة، والسطر الواحد وكلّ أعماله، والذريعة خوف الحسد، أو السطو على الأعمال، وهو الخسران، وأهل الخبرة يعرفون ثمن الخسارة؛ لأنه سيحرم من أي معلومة تخص عمله، بينما رأيت من يفتح لك كل ما عنده من أخبار التحقيق والتأليف ومجمل أعماله، وربما دعاك لتكميل بعض أعماله من دون ذكر اسمه، وشتان ما بينهما.

ورأيت من إذا طالبته بالاسم على الكتاب يتهمك بالرياء، وهو لايعرف معنى الرياء، ويحتج بالشيخ البلاغيرحمه الله  في بعض كتبه، وهو لايعرف أن البلاغي كان يفعل ذلك في بعض كتبه إنما كان تقية منه عند نزوله في سامراء، وثم هل يعني أن مؤلفات الأساطين كالشيخ المفيد، والسيد المرتضى، والعلامة الحلي والعلامة المجلسي، والشيخ النوري وغيرهم  لم تكن للهتعالى  لأنهم وضعوا أسماءهم على كتبهم؟! .

ورأيت بعضهم عندما تصحح له كتابًا أو غلطًا في كتابه المطبوع يذكرك بالدعاء وفي كل محضرٍ ويقول فلان صحّح لي، بينما بعضهم عندما تصحح له يتحاشاك فيما بعد عند اللقاء بك، ولايرد السلام عليك، ويرميك بسيل من الاتهامات في محضر أهل العلم.

ورأيت أن المخرج الفني من وظيفته سعة الصدر، فعندما ترجع لبعض المخرجين لتصحيح غلط ما يفرح ويطالبك بزيادة التتبع والتصحيح لعمله، بينما رأيت بعضهم واقعًا (تبتلي على عمرك) إن قلت له هذه الطريقة غلط، أو صحح لي الغلط الفلاني.

ورأيت بعض من يسمون أنفسهم محققين يسطو عليك، ويأخذ جميع ماعندك من المعلومات في جلسات وساعات وأيام طوال، ولا يذكرك، مع أن أسلوبك يفضحه، بينما البعض لو ذكرت له حرفًا واحدًا يذكرك بالتبجيل ويفتخر..

ورأيت وسمعت الكثير الكثير من هذه الخواطر، وكتبت هذه المجموعة لعلّ فيها فائدة يستفيد منها البعض.

وكتب أحمد علي مجيد الحلي.

تم إعادة نشر هذا النص من قناة التراث والتحقيق بين يديك في التليكرام.

اشترك في نشرتنا الإخبارية

0 Shares