يقول الله تعالى في محكم كتابه العزيز: (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) سورة الرحمن ١٩-٢٠.
تحلل الدراسات هذا الافتراق بين المياه إلى الاختلاف في الكثافة، فالماء العذب أقلّ كثافة من الماء المالح.
لفظة مرج تعني المجاورة أي أن الله تعالى بقدرته جاور وقارب بين البحرين، ولكن أخبر الناس عن الحد الفاصل بينهما وهو البرزخ الذي يحول دون اختلاطهما ومن اللطيف ان هذا البرزخ ليس شيئاً خارجياً ولا مادة جديدة ولكنه يراه الناظر كذلك.
في العلاقات البشرية هذا المشهد يتكرر، فنحن نسافر ونحضر ونغدو ونروح ونلتقي خلال مشوار حياتنا بالعديد من الأفراد، ولكن اللقاء وحده لا يعني الانسجام والتوافق، فالبرزخ من الاختلاف العقدي أو الخلقي أو التربوي يكون الحد الفاصل بين أي شخصيتين إلا أن يتنازل أحدهم عن كثافته ليتساوى مع كثافة الآخر وهنا يلتقيان وينسجمان ويكونان كتلة واحدة، ولكن بأدنى اختلاف يعودان إلى شخصين مختلفين كما حدث مع البحرين.