قُطّاع الطُّرق

Designed by The-14 on Canva.

سماحة الشّيخ حسن علي الجوادي

١٩ رجب ١٤٤٦ هـ الموافق ٢٠ كانون الثاني ٢٠٢٥ م

من محاسن التّوفيق والألطاف المهمة في هذه الحياة مطالعة سيرة أعلام الطّائفة وما دونته الأقلام عن لحظاتهم المهمة ومواقفهم المثمرة، وقد طالعت سيرة نخبة من تلك الشّخصيات المؤثرة وتشرّفت بالكتابة عن أبرز علماء الطّائفة ونشرت أغلبها في مجلة النّجف الأشرف..

والحق لم أعثر على واحد من هؤلاء الكبار كان يدعو لنفسه أو ادعى الاجتهاد، بل الكثير منهم لم يتقلّد أي مسؤولية أو يتزعم بطلب منه ولا سعى الساعي منهم للرياسة ولم تكن مقصدهم الزّعامة.

وكان من بين تلك الوجوه الكبيرة المشرقة الفقيه الأصولي البارع الشّيخ حسن الحلي، حيث أخفى نفسه قدر الإمكان ولم يبحث عن الزعامة ولم يتصد للفتيا.

وتأثر به نخبة من تلامذته والمثال البارز منهم سماحة المرجع الأعلى دام ظله إذ نجده منذ بداياته العلمية وإلى يومنا هذا لا يحب الظّهور ولا التزعم ولا يحرص على مقارنة نفسه بأحد، ولا مواجهة الآخرين ولا الإنشغال بما قيل أو يقال من هنا وهناك..

نعم، هذا هو الفقيه الذي يكون المرء في وضع الأمان والثّقة ، دون الّذي يُهرّج ويصدح بالدّعوة إلى نفسه في كل مناسبة، فهنالك من تأتيه شهادات الكبار محملة بالإطراء وشاهدة على مستوى ضبطه وعلمه وإتقانه وهمته وقدرته على تحمل المسؤولية وبين من يسعى بنفسه ويشغل جنده للحصول على إشارة أو قول أو كلمة حتى لو كانت مكتوبة على سطح البحر!

لذا حريّ بالإنسان أو يتخذ الوجهة الصّحيحة الموثوقة قبل أن يقع ضحية أتباع الأشخاص غير المؤهلين والّذين يصفهم أهل الفضل بأنهم قُطّاع الطُّرق.

*_ يقول السّيد مُحمّد رضا السّيستاني: حكى لي سيدي الأستاذ الوالد (دامت بركاته) عن أُستاذه المحقق الشّيخ حسين الحلّي (رضوان الله عليه) أنّه كان يقول: ((من مزايا حوزة النّجف أنها تُجلس كلّ شخص في المكان الّذي يليق به))، وكان مقصوده (قُدّس سره) أنّه ربّما يحاول البعض أن يتقدّم ويحتل موقعاً من المواقع الحوزوية كالمرجعية والتّدريس وإمامة الجماعة ونحوها وهو ليس أهلاً له فإنّ الحوزة لا تسمح له بذلك بل تُرجعه إلى حيث يناسبه، وكان هذا في أيام تزخر الحوزة بعشرات المجتهدين ومئات الفضلاء الّذين لا يمكن مع وجودهم أن ينخدع أحد ببعض المظاهر الزّائفة، وأصبحنا وللأسف في زمن يُطلق فيه العديد ممّن لا تحصيل لهم دعاوى فارغة وينخدع بهم البعض قلّوا أو كثروا.

تم إعادة نشر هذا النّص من قناة سماحة الشّيخ حسن علي الجوادي في التّيليجرام.

0 Shares