قراءة المخطوط. الصورة: التراث والتحقيق بين يديك في التليكرام أحمد علي الحلي النجفي ٢٣ ذو القعدة ١٤٤٣هـ الموافق ٢٣ حزيران ٢٠٢٢ م معرفة قراءة المخطوط مفصل مهم من مفاصل التحقيق، وتحتاج إلى مزيد معرفة وخبرة وتتبع، وإلّا يشوه المطبوع من النص؛ لعدم معرفة المحقّق قراءة كلماته بالصورة الصحيحة. وكيفية امتهان القراءة تكون على مراحل عدّة: ١– أخذ نموذج سهل القراءة للتدريب، ومن ثمّ ينتقل إلى قراءة النسخ العويصة الخطّ، ثمّ ينتقل إلى قراءة النسخ غير المنقوطة، إلى أن يصل إلى القراءة الصحيحة التي لايشوبها غلط. ٢– ممكن معرفة الكلمات العويصة وغير المنقوطة، بالرجوع إلى المكتبات الإلكترونية، ومن خلال سؤال أهل الخبرة، وأعلاها معرفتها من خلال سياق النصّ. ٣– على المحقّق أن يتعرف على طريقة الناسخ في كتابة الأحرف، ومثلاً كيف يكتب (في) و(على)، وكيف يميّز في النسخ غير المنقوطة بين الحروف المعجمة والمهملة، ولكلّ حرف قواعد وإشارات يتخذها الناسخ حسب منهجه. ٤– ويمكن معرفة عويص الكلمات وضبطها من خلال ورودها في النسخ الأخرى، وأكثر الاعتماد يكون على النسخة الصحيحة المضبوطة دون النسخ السقيمة التي هدمتها العجمة والتصحيف والطمس والخرم والشطب وماشاكل ذلك. ٥– نشر الصفحة التي فيها الكلمة العويصة في الگروبات التراثية لمعرفتها من خلال الاستعانة بفضل الأخوة من أهل الفن، على أن يكون مقدار المنشور فيه دلالة لمعرفة السياق. ٦– كثرة المطالعة في كتب اللغة والحديث والتاريخ تجعل صاحبها له معرفة تامّة بعويص الكلمات الخطية. وأذكر أني قبل سنوات عدّة مررت بمشكلة اجتماعيّة أثر نكبة صديق، حاولت فيها أن أكتب نسخة مجموعة الجباعي، وأكثرها غير منقوط ويصعب قراءة كلماتها، وباشرت بكتابتها وكان عدد أوراقها (٢٥٩)، وابتدأت فيها بكتابة الصفحة الواحدة مدّة ثلاث ساعات ثم تحولت المدّة إلى عشرين دقيقة للصفحة الواحدة. وأذكر أن شاباً من طلبة العلم وهو اليوم من المحققين اللامعين تعيّن في العتبة العباسية المقدسة بعد معرفته قراءة صفحة واحدة مخطوطة غير منقوطة وفي مجلس واحد. هذا ومن المعيب أنّ يدعي بعضهم التحقيق وهو لا يعرف أن يقرأ بشكل صحيح صفحة واحدة تامّة من النسخة الخطية التي تعرض عليه. والحمد لله رب العالمين. تم إعادة نشر هذا النص من قناة التراث والتحقيق بين يديك في التليكرام. اشترك في نشرتنا الإخبارية TweetShare0 Shares 2022-06-23