١٣ شهر رمضان ١٤٤٤هـ الموافق ٤ نيسان ٢٠٢٣ م
أول أنسي بخط العلامة الحلي (ره) كان أثناء تأليف كتابي (تاريخ مقام الإمام المهدي عج في الحلة)، في إنهاء له على نسخة كتابه تحرير الأحكام، والذي كتب في المقام المذكور، والنسخة في مكتبة السيد المرعشي، ثم تشرفت برؤيته في مكتبة الإمام الحكيم العامة، وفي مصورات كثيرة، منها كتابه (مراصد التدقيق) والذي وفقت بمراجعته والسعي في نشره.
ثم في إنهاء له على كتابه (خلاصة الأقوال) في مكتبة آية الله السيد حسن الصدر (ره)، والتي طبعت فيما بعد بالفاكسميل في مركز تراث الحلة.
ثم تشرفت في كتابة مقالة بعنوان (مخطوطات العلامة الحلي ره في مكتبة الإمام الحكيم العامة) لصالح مجلة تراث الحلة، وطبعت لبسطها في عددين من المجلة، وضمت عدة كتب بخطه، ومنها نسخة من نسخ الخزانة العلوية التي انتقلت للمكتبة ضمن كتب الشيخ السماوي (ره)، والعجب من أخلاق أمين المكتبة ومديرها الفاضل السيد جواد الحكيم والحاج الأستاذ مجيد الشيخ عبد الهادي حموزي، فقد كنت أخشى أن كتابتي في إثبات أن النسخة من نسخ الخزانة العلوية فيه خلاف للأدب، فسألتهم هل هناك ضير في إثبات ذلك أو امتنع عن الكتابة؟
فكان الجواب منهما: ماتقوله هو الحق، ولك ذلك.
وازدانت المقالة بمراجعة السيد جواد الحكيم حفظه الله تعالى، وقد كتبت عن هذه النسخة نحو عشر صفحات.
وما أريد أن أقوله إن هناك نسخة من كتاب (غاية الوصول) في مكتبة الإمام الحكيم كتب عليها الشيخ السماوي أنها بخط العلامة الحلي، وتمم الشيخ السماوي نقصها بخط لا يختلف عن الأصل البتة، وتعجبت لمماثلة الخط وقتها، وكنت قد شككت في أنها بخط العلامة رحمه الله، فكتبت عند وصفها ظاهرا أنها بخط العلامة ره طلبا للدقة في العمل.
ثم اطلعت بعد سنوات على مستنسخ للعلامة رحمه الله كتبه أوان شبابه وهو لأستاذه الخواجه نصير الدين الطوسي (ره) وصرح باسمه في الإنهاء، وكان قد اطلعني على صورته الدكتور مقدام البياتي، فتأملت في خط النسخة الطوسية وإذا هي مشابهة بالضبط لكتاب غاية الوصول – النسخة الحكيمية – فصار يقينا عندي أن خط العلامة الحلي (ره) في شبابه يختلف قليلا عن خطه في كبره، هذا وللعلم أن جميع خط العلامة غير منقوط، فلهذا أحببت أن أنقل لكم هذه الخاطرة التراثية، والحمد لله رب العالمين.
