
٤ ذو الحجة ١٤٤٤هـ الموافق ٢٣ حزيران ٢٠٢٣ م
تشرفت في الثاني من ذي الحجة بزيارة شيخ المفهرسين العلامة السيد أحمد الحسيني الأشكوري أطال الله في عمره وكثّر في فضله مع فضيلة السيد نور الدين الموسوي (مدير مكتبة حرم أبي الفضل العباس عليه السلام العامة)، وجمعت حديثه للفوائد التراثية، وكان بعضه على شكل أسئلة وبعض حديثه مسترسلا، وهذا نصه وهو أقرب إلى الضبط:
? بالنسبة للصحة: أنا مع لوازم الشك جيد جدا، الذي يتجاوز التسعين لا يمكن أن يتمنى أن يرجع للرابعة عشر من العمر، أذهب وآتي، ولا أحتاج أحدا في حاجاتي الخاصة، فأنا في نعمة كبيرة تحمد، وعملي مستمر بحمد الله تعالى.
? أما بالنسبة لأعمالي الأخيرة:
? هناك أحد المحققين اسمه الشيخ فضل علي القزويني (ت١٣٦٧هـ) له كتب حققتُ بعضها ككتاب الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه، وحياة الزهراء عليها السلام، وعمله دقيق، وله كتاب جميل لطيف، يبحث فيه مقارنة علمية تاريخية بين الإمام الصادق عليه السلام وأئمة المذاهب الأربعة، وأتممت تحقيقه، والآن أكتب مصادر التحقيق وسيطبع في العتبة الحسينية المقدسة.
? الآن مشغول بعمل كبير طويل وهو موسوعة (أعلام الإمامية) تضم ترجمة الشخصيات الدينية والاجتماعية وكلّ من له اسم منهم والمغمورين، وهي تنفع المحققين، فبدلا من أن يكتب المحقق مقدمة كتابه ثم يتأسف أنه لم يرجع للكتاب الفلاني، فيجد المحقق ضالته كاملة في هذا العمل.

وإلى الآن أتممت التعريف بستة آلاف، في فيش مرتبة، ولا أعلم إن كنت أوفق لإتمامه أم لا، وعملي فيه في مشهد أثناء ذهابي لها في الصيف مدة شهرين أو أكثر، فبيتي هنالك مرتب وأرتاح للعمل فيه، وهناك ليس لي مصادر، وإنما آخذ من هنا بعض المصادر التي تسعفني.
?عندي سلسلة رسائل صغيرة مهمة وقديمة ونادرة، منها رسالة فيها محاكمة بين قصيدة للشريف الرضي (ت٤٠٦هـ) وقصيدة للشاعر الهروي، وهو شاعر معروف وعلم، والذين حكّموا فيها خمسة، أربعة منهم محاكمتهم شعرية وواحد نثرية، وأربعة منهم حكموا للشريف الرضي، وواحد توقف، والمهم أن القصيدة غير موجودة في ديوانه، وهذه الرسائل بعضها وجدتها أثناء عملي فصورتها وبعضها استنسختها بيدي وبعضها محققة، وتحتاج إلى إعادة نظر، وستطبع في العتبة العباسية المقدسة.
? عندي موسوعة معارف الشيعة الميسرة، اكتبها للشباب، فيها معلومات تاريخية عقائدية بشكل مختصر، فمثلا مفردة الصحابة، أتناول تعريفها، وعقيدة الشيعة بهم وتهديم قداسة البعض لهم من خلال ذكر بعض آيات سورة المنافقين، مع قطعة من دعاء للإمام السجاد عليه السلام من الصحيفة يدعو فيها للصحابة، فترى من خلاله تعرف نظرة أهل البيت عليهم السلام فيهم، كل ذلك يكون في صفحة واحدة، وعندي الآن ثمانين أو تسعين مفردة مرتبة في فيش.

? وعندي مؤلفات الإمامية، سيطبع في قسم المعارف في العتبة العباسية في (٢١) مجلدا، وكتبتها بشرطين، الأول أن أرى الكتاب مباشرة من دون نقل، الثاني أن أعرّف الكتاب، الموجود منها (١٤٠٠٠) عنوانا، كلها رأيتها ووصفتها.
? تعلمون أنني طبعت كتاب المفصل في تراجم الأعلام، وأكثر المترجمين كانوا أصحاب كتب، فأردت خدمة المحققين بأن أكتب لهم ترجمة كاملة لصاحب الكتاب، وقد استدركت عليه بما ترون، وأرانا نسخته فإذا هي مشحونة بالزيادات، وبعض ما رأيته قصيدة للسيد عبد الستار الحسني في رثاء العلامة الشيخ باقر القرشي، وبخط يده.
? وعندي كتاب (أحسن الأثر في أحوال أعلام القرن الخامس عشر)، هؤلاء توفوا بعد الألف والأربعمائة الهجرية أو الآن من الأحياء، هؤلاء المترجمين شرطي أن لهم أثر ممتاز، وهم حوزويون وغير حوزويون، وهو في مجلدين، وسيطبع من قبل العتبة.
ولم يقتصر الاستدراك على الاضافات الضمنية بل فيه تراجم ضمنية.
? استدراكاته: طريقتي عندما أؤلف كتابا استدرك عليه حين صف الحروف وحين الطبع، وبعد الطبع، فأنا احتفظ بنسخة خاصة لي استدرك عليها ما جدّ لي من المعلومات.
فمثلا: عندما أردت أن أحقق كتاب مجمع البحرين للطريحي، علمت أن هنالك شرحا له بعنوان لب اللباب، للشيخ محمد رضا الغراوي رحمه الله، فتمنيت أن أطلع عليه في حياته، فقلت للشيخ عبد العزيز: أريد أن أذهب له لأرى الكتاب.
فقال: لا فائدة في ذلك، فمؤلفه (من كعادة الفيّ)، وبعد مدة كنت اتحين الفرص، وبعدها أخبرني عبد العزيز بوفاته.
وفي يوم من الأيام التقيت في شارع الإمام الصادق عليه السلام بالشيخ محمد حسين عزيزي ومعه شيخ قصير القامة يتأبط كتابين كبيرين.
فسألني عزيزي أين كنت ذهبنا لك للبيت فلم نجدك، فقلت اتفضلوا، فدخلنا للبيت وإذا بالشيخ الذي معه هو الشيخ جاسم ابن الشيخ محمد رضا الغراوي، والكتاب الذي يتأبطه الشيخ هو شرح مجمع البحرين (لب اللباب)، وجاء به لأطلع عليه حسب استشارة أحدهم ولطباعته، فحققت أوله، وعند كتابة ترجمة المؤلف ذهبت للديوانية مع المرحوم عزيزي ورأيت في مكتبة الغراوي خمسين مؤلّفا له فدونتها بسرعة وكتبتها في ترجمته، وطبعت ضمن كتب التراجم.

ولما كتبت الآن عنه استدركت عليها كثيرا باعتبار طُبعت له كتب وعناوين جديدة تضمنت ترجمته.
? مكتبته: بشكل مختصر فيها أكثر من (٤٠) ألف مجلدا، وجميع ما اشتريته منها من أحسن الطبعات، فهي محققة وطبعاتها أولى، وهي خالية من الأوفسيت، وكلها مجلدة، وغير المجلدة جلدتها بأحسن تجليد.
وهي مرتبة حسب العلوم، وفي كل فرع علمي توجد أحسن المصادر، فهي تغني الباحث والمحقق عن البحث، ولم تقتصر على كتب الفقه والأصول والتاريخ والرجال، ففيها دوواين جميع شعراء الجاهلية، وشروح بعض الدوواين، والدواوين العربية على جهة واللغات الأخرى على جهة.
وكل موضوع من الكتب فيه كتب نادرة من حيث الطبع ومن حيث العنوان، فمثلا عندي معجم البلدان الطبعة المصرية التي فيها منجم العمران في المستدرك على معجم البلدان، وعندي مجموعة من المصاحف الشريفة، النفيسة، فمثلا المصاحف الخمسة التي طبعتها تركيا بالفاكسميل، منها مصحف صنعاء الذي رأيته بأم عيني، والمصاحف التي طبعا الرؤساء.
وعندي الكثير من كتلوكات الخط والزخرفة والصور وهي باهضة الثمن، وعندي قسم خاصة بالكتب الحجرية النادرة، وأكثرها طبعات هندية، وفيها طبعات حجرية ملونة نادرة، ومنها صحيح البخاري، الطبعة الهندية وهي نادرة جدا.
وعندي دوواين فارسية بعضها يحتوي على زخارف، وقد اشتريت بعضها بمليون تومان، وگلستان سعدي عندي عشرين طبعة، وعندي رباعيات الخيام كتب بثلاثين لغة.
