يعلمنا الإمام السجاد (عليه السلام) ليضعنا في بيئة الحياة الطيبة التي حددها الله سبحانه، ومن ذلك قوله في دعاء مكارم الأخلاق: (وأنتهِ بنيتي إلى أحسن النيَّات).
ورحت أبحث في الشروحات لأجد عمق ما يريده الإمام (عليه السلام) وبعد مدة قرأت نفس الدعاء فتأملت بعبارته (وَاسْتَعْمِلْنِي بِمَا تَسْأَلُنِي غَداً عَنْهُ). ففهمت المقطع الأول والتذ خاطري واستمتع عقلي بهذا الربط المذهل.
فالإمام يعلمنا أن نسأل الله تعالى التوفيق لأفضل وأكمل نية حتى يتضح أثرها على العمل، لأن شرف العمل من شرف النية، فإذا فسدت النية فسد العمل حتى وإن كان ظاهره في أعلى مراتب الصلاح، مثل الذي يعجب بصلاته أو يصاب عمله بالرياء فيتصدق من أجل نيل الرفعة بين الناس، فقصده السيء أفسد تصدقه.
لذلك نجد الإمام بعد أن عزز مفهوم اختيار أفضل النيات والمقاصد ذهب بالإنسان إلى أن يختار أفضل الأعمال بأن يسأل ربه التوفيق لأداء الأعمال والتكاليف التي يسأل عنها يوم القيامة، وهذا أدب رفيع المستوى نخلص منه إلى:
١- استثمار الوقت في أداء الأعمال التي تقع على عاتقنا بالنظرة الأخروية.
٢- مراجعة الإنسان نفسه لبيان مدى توجه نيته وربطها بالله تعالى .
٣- مراجعة الإنسان لأعماله فهل هي مرتبطة بمقاصد نبيلة ونوايا حكيمة ؟، والسعي لفكالاشتباك الذي يحصل عادة بين الحصول على الأجر والتقرب وضغط النفس والشيطان لتمرير لوثة سيئة.
٤- ينبهنا الإمام (عليه السلام) إلى الإرتقاء بنفوسنا وتهذيبها من خلال ضبط التحرك عبر المقصد النبيل، فكل جهد نبله أو وقت نحرقه لا بد أن يكون في محله وموضعه، ولعمري هذه مشكلة عصرية إن لم تكن أم المشاكل كلها في حياة الإنسان المعاصر.
أستشعر ضرورة مراجعة الصحيفة السجادية باستمرار بل التزود منها كل صباح ومساء من أجل الاستشفاء الدائم من مائدة النبي وآله الطاهرين، هذه الأدوية التي لاغش ولا زيف ولا آثار جانبية معها.
