المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله أحمد علي الحلي النجفي ٢٦ شوال ١٤٤٣هـ الموافق ٢٧ آيار ٢٠٢٢ م تقيم المرجعيّة الدينيّة العليا مجلساً في ذكرى استشهاد الإمام الصادق (ع) في اليوم الخامس والعشرين من شوّال من كلِّ سنة، يجتمع فيه طلبة العلوم الدينيّة وجمعٌ من المؤمنين الكرام؛ ليندبوا رأس العلم الذي طالما نهلوا من أحاديثه الشريفة التي دوّنتها الكتب والأسفار، ويبكوا فيه بطل الزُّهد الذي كان مثال الورع والتَّقوى, واليوم أقام مكتب آية الله العظمى السيّد السيستانيّ دام ظلّه مجلساً بهذه المناسبة، حضره طلبة العلم وعلية القوم، وكرام الأحبّة والموالين. وبعد الإذن بالدخول المبارك عليه، انتقلنا من مشارف المجلس إلى قطب الرحى، فحططنا الرحال بمحضره، واستقرّ بنا المجلس، ومدّت الأعناق إلى رؤيته، فكلٌّ يشتاق إلى أن يكحّل عينيه بشمس طلعته، ويمتّع بصرَه بجميل مُحيَّاه, فتحيّة وسلام منه ترافقهما نظرة الترحيب لكلّ من حضر تساوي عمراً بأكمله, وتكون تاريخاً مخلَّدا. وبدأ الخطيب الدجيليّ بسرد المصاب والفجيعة، وبمجرد ما قال (صلّى الله عليك يا جعفر بن محمّد)، رأيت وجه السيّد –دام ظلّه – قد انكسف بغمامة الحزن, وأخذه البكاء, وانتابته الحسرة، وارتفعت كفّه اليسرى إلى عينيه كأنَّه يحثُّها بإنزال الدمع, ثم أطرق برأسه إلى الأرض، وتعالى البكاء من الناس، وأيّ بكاء، يمزجه الضجيج والحسرة وشوق الزيارة لإمام العلم وسلطانه. ومن الطبيعي أن يمرّ الخطيب على النار التي أحرقت دار الإمامة والهدى، ويتذكر مصاب السيّدة فاطمة الزهراء عليها السلام، ويعلو الضجيج والعويل، وثمّ يمرّ على ذكر علقة الإمام الصادق عليه السلام بحادثة كربلاء: امرر على جدث الحسين * وقل لأعظمه الزكية يا أعظماً لا زلت من * وطفاء ساكبه روية ومن ثمّ مرّ على ندبة الإمام صاحب الزمان –عجل الله فرجه –ويذكر هول ما رأى أجداده الكرام من الفجائع والمحن، وما تمرّ به شيعتهم اليوم وكلّ يوم، ثمّ عرج الدجيليّ على ذكر المجاهدين الذين يقاتلون عنّا وعن وطنهم في عواصف الريح الرمليّة التي تكحّلوا بها شرفاً وعزّة لهم وعلوّ مكان، في صحراء الهجير وأعالي الجبال، بعيدين عن أهاليهم وذويهم، فهنيئاً لكم يا من سطرتم أروع المواقف في التاريخ، في وطن تنهشه الذئاب من كلّ جانب ومكان, بينما أنتم صامدون تلبُّون فتوى سيّد القوم ونائب إمام عصركم المفدّى. ثمّ مرّ الخطيب على ذكر الشهداء والدعاء لهم، وأفجع الحضور بقصّة الشهيد محمّد عبود لهمود الحسانيّ، وهو من أهل الرميثة، الذي استشهد قبل أيّام ومرّوا بجنازته عند التشييع على مدرسة ابنته التي كانت تؤدّي امتحانها في قاعة الامتحان، وهي طفلة في المدرسة الابتدائيّة، تخيّل أنّها كانت تكتب على الورقة وأصوات (لا إله إلّا الله، الشهيد حبيب الله) تملأ مسامعها، وأدّت امتحانها بكلّ عزم وشجاعة وبسالة، فأيّ موقفٍ هذا وقد استلهمت فيه البسالة من والدها؟ وانتهى المجلس بمسح الدموع بمناديل السعادة والتوفيق لأداء واجب العزاء، وسماع كلمات السيّد دام ظلّه الذي تمتم بها لمن حضر بالدُّعاء ، فلك منّا ألف تحيّةٍ وسلام، وثمّ منّا إلى كلّ من أجهد نفسه بخدمتك سيّدي. 25 شوّال سنة 1443هـ. تم إعادة نشر هذا النص من قناة التراث والتحقيق بين يديك في التليكرام. اشترك في نشرتنا الإخبارية TweetShare0 Shares 2022-05-27