أسرار وعظمة 

كربلاء المقدسة، العراق، ٣٠ ذو الحجة ١٤٤٥ الموافق ٧ تموز ٢٠٢٤. الصورة: أزهر الأسدي/ شبكة الكفيل العالمية

الشيخ حسن علي الجوادي

٤ محرّم الحرام ١٤٤٦ هـ الموافق ١٠ تموز ٢٠٢٤ م

لَكَ أن تتأمل كيف جمع أبن قولويه كتاب كامل الزيارات الذي يتحدث بأكمله عن زيارات الأئمة والتمسك بهم وعن البكاء والخشوع والشعائر الحسينية الأساسية، وقد جمع فيه مؤلفه ٨٤٣ رواية شريفة.

إنّ هذه القضية تصيغ النّاس في كل عام كما يريد الله تعالى من العباد أنّ يكونوا، إذ أنّها ترتب الأنسان وتؤهله لغايته التي وجد من أجلها، عاشوراء قالب ينصهر بداخله المؤمن ويصير كما يريد الله تعالى، ولكنها فرصة تأتي كل عام من أجل أنّ يتغير الانسان، ثم يترك يصارع الحياة من أجل يتكامل أو يفشل إذا أهمل نفسه، ومن هنا ندرك علّة تسمية هذه الممارسات بالشعائر وندرك مرة أخرى علّة اقتران الشعائر بتقوى القلوب.

هذه الجموع الهائلة والتوجّه الكبير المنقطع النظير هو قوة رهيبة وعاطفة جياشة تكتسح كل العواطف الأخرى ولا تماثلها أي مظاهر في هذا العالم، ستظهر قضيتنا للعالم كله اليوم أو غداً وستدّهش البشرية من أثرها وبركتها وسرّها العظيم.

نحن نعلم بعض وجوه هذه القضية ونعجز عن إدراك الآخر منها، لانها كونية وعابرة للحدود البشرية، ولها ارتباطات كونية لا نحيط بها سوى ما بيّنه الأئمة (عليهم السلام) ولك أنّ تتأمل هذه الرواية الشريفة: المروية عن الإمام الصادق (عليه السلام): إنّ أبا عبد الله الحسين بن علي ( عليهما السلام ) لما مضى بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن ينقلب عليهن ، والجنة والنار ، وما خلق ربنا ، وما يرى وما لا يري. (كامل الزيارات: ص ١٦٦).

تم إعادة نشر هذا النص من قناة الشيخ حسن علي الجوادي في التيليجرام.

0 Shares