كنت باتصال مع صديقي السيد د. أسعد المحنا، فقال: لم تنشراليوم عن الفتوى ؟
قلت له لم أدخل إلى الحساب اليوم، لكثرة الانشغالات؟
فعلاً: مثل هذا اليوم يفترض أن لا نغفل عنه ، لأن كل قضية تغفل عنها الأمة أوشك أن تضيع أو تنسى فيها الجهود.
فتوى الدفاع لم تكن مثل أي حدث عابر، لم تكن مشكلة بين طفلين أو اغتيال شخص ما، هي ملحمة تاريخية خالدة ، كاد العراق أن يُبتلع فأخرجه السيد المرجع ورجاله من فم الحوت.
كانت الأخبار تتناقل في وسائل الإعلام العالمية أن العراق قد ابتلع من قبل تنظيم المرتزقة الأوباش، إلا أن المعادلة تحوّلت لصالح الشعب، فانهزم هؤلاء، ولكن لا يصح اغفال هذا النصر المؤزر وكيف حصل والدماء الزكية التي سالت من أجل الدين والعرض والأرض، هذه البسالة غير الاعتيادية يجب أن تكتب بماء الذهب.
الشهداء والجرحى وكل من شارك له الفضل والمنّة علينا جميعاً، كل حرف يكتب وكل قصيدة تنشد وكل نشاط يقام وكل حركة وسكنة ما كانت لتكون لولا هذه التضحيات الجسام.
في العالم توجد أحداث وشخصيات ومنجزات لم تصل أهمية إلى ما عندنا، ولكنهم يشغلون الدنيا والعالم بها، وإلى الآن اتذكر صور بعض الرموز والشخصيات مثل جيفارا وغيره على تشيرات وملابس بعض الشباب في شارع ما، فقلت لأحدهم أتعرف هذا الشخص المطبوع على صدرك؟
قال: نعم إنه.. وهو شخص يقال بطل!
قلت له: أتعتقد إننا نفتقر لمثل هؤلاء حتى نتغنى بهم ونضعهم على صدورنا؟
قال: أنا ابن عمي شهيد .. آخ عليوي والله بطل.. راح بمعركة الدواعش..
قلت له: لماذا لا تضع صورة عليوي البطل إبننا الشهم على صدرك..
هذا هو فقدان الهوية والتغرب عنها، وضياع أثر رجالنا وأبطالنا..
ياناس هذا النصر غير عادي بالمطلق.. ما تحقق كان استثنائياً للغاية..
مدّ الله بعمر صاحب الفتوى ورفع الله درجة رجالاتنا في الجنان وحفظ أبطالنا من كل مكروه.